رئيس ديوان رابين سابقا(المضمون: اذا لم تسارع حكومة اولمرت بعمل ما يلزم لرؤية الواقع الجديد في الشرق الاوسط والاسراع في التسوية مع الجميع فانها ستفاجأ بوضع لن تتمكن من التعامل معه - المصدر).سيمر وقت طويل، اشهر أو ربما سنوات، حتى نرى جسد صدام حسين يتأرجح في حبل المشنقة في أحد ميادين بغداد، هذا اذا حدث أصلا. سيكون هذا يوم عيد لملايين العراقيين، الذين سيخرجون بجموعهم ومعسكراتهم ليروا ويصدقوا للمرة الاولى، ان هذا قد حدث وانهم أحرار. وسيكون هذا ايضا يوم حزن لملايين العراقيين الآخرين، وليسوا قليلين من الذين سيحاولون الانتقام من بينهم. هكذا أو على نحو آخر، سننهض في نفس ذلك الصباح على شرق اوسط جديد، ولكن ليس ذلك الشرق الذي سمعنا عنه من شمعون بيرس. هكذا أو على غيره، فان سنة 2007 التي أشرفنا على مطلعها، يمكن أن تكون حاسمة ومصيرية على نحو كبير لدولة اسرائيل. اللحظة التي سيتحطم فيها عنق صدام حسين وهو متدلي من احدى الاشجار يجب، بل لا بد أن يكون فيها ذلك اليوم نقطة تحول في القدس.اهود اولمرت يسافر الليلة الى واشنطن؟ "اليوم الذي يتلو" يجب أن يكون هناك موضوع مركزي بينه وبين ذلك الرئيس الأعرج بوش. وكل البقية "خضار". اذا واصلت هذه الصورة في وضع الشرق الاوسط الحالي بالتدفق نحو الاتجاه الذي نراه، أي شنق صدام حسين، سيكون مجرد حدث، ولحظة حقيقة بالفعل، في ولادة ذلك الشرق الاوسط: الولاياتالمتحدة ستنهي هيمنتها في هذه المنطقة من العالم، بل ايضا، ان روسيا حاليا لن تكون وريثة طبيعية هنا، على الأقل في هذا الوقت الذي نراه، وسينهض الوريث الحقيقي للامريكيين، الاسلام المتطرف، ايران، وربما تتمركز سوريا من خلفها، ومعهم عشرات بل مئات الملايين من المتطرفين في الدول العربية.آجلا أم عاجلا - وشنق صدام حسين سيكون عبارة عن مفترق طرق - فان امريكا سوف تنسحب من العراق. وانتخابات المنتصف الأخيرة تشهد بوضوح بأن هذه كانت ارادة الشعب الامريكي. وبالفعل، فان الولاياتالمتحدة تهرب من العراق، والاستنتاج المنظور من هذه الخطوة هو أن امريكا فقدت قدرتها العسكرية في الشرق الاوسط. والعرب - بالمعنى العام - لم يعودوا يخافون منها، ويرون انفسهم كمنتصرين في هذه الحرب الكبيرة ضد "الشيطان الأكبر"، والذي يمثله بوش، رامسفيلد (هل تذكرونه؟) و"كوندي". هكذا، وفي نظرهم فان هذه الصورة تبدو انعكاسا لما حدث حتى قبل مغادرة الامريكيين: وهزيمة - هكذا هم يرونها - لاسرائيل في حربها اللبنانية الثانية.بكلمات اخرى؛ لا يوجد أكثر ما يخيف، ونحن هنا، فان المسلمين المتطرفين، في طريقهم الى الفوز والنصر العالمي وكأنهم يقولون، نحن فوق الجميع في العالم.هذه الحال، اذا ما وقعت لا سمح الله، سوف تؤثر فورا على كل ما يحدث من حولنا: الدول العربية المجاورة لنا، وهي المعروفة ب "المعتدلة"، سوف تؤدي واجبها على نحو خاص، وذلك لكي تدافع عن انظمتها وعن زعامتها تجاه ال "التسونامي المتطرف". تركيا، جارتنا الاستراتيجية، سوف تتخوف من هذه النوايا المتعاظمة لملايين الأكراد ايضا الذين يعيشون داخل حدودها، ومن الشيعة المجاورين لحدودها، وسوف تطلب منا بمنتهى الأدب أن نبتعد عنها. والامريكيون سوف يبحثون عن مسلك يوصلهم الى قلوب الآخرين وذلك ببذل جهد لطمأنة المسلمين الذين بدأت تثور ثائرتهم ضدها، ونحن سوف نستيقظ على "فجر يوم جديد"، بعيدين أكثر من أي وقت عن قلب واشنطن. والرئيس القادم للولايات المتحدة، وليكن من يكون، سوف يضطر الى مواصلة الابتعاد عن اسرائيل، ولكنه سيفتش في نفس الوقت عن العرب الاصدقاء القريبين اليها.وكما هو مفهوم فان مثل هذه الصورة البشعة يمكن أن تحدث تماما كنتيجة من الأحداث التي لا يمكن توقعها في لحظة معينة، ولكنها اذا حدثت في العالم فانه سيضطر في سنة 2007 القريبة الى أن يعتبرها سنة غير مريحة للجميع. واذا كان هذا هو المتوقع، فالاستنتاج الوحيد للحكومة الاسرائيلية يجب أن يكون بذل الجهد الكبير للبحث عن الطريقة التي يمكن بواسطتها اطفاء هذه الحرائق في المنطقة، وأن تقوي أيدي الدول العربية المعتدلة، وأن تحطم رأسها لكي تتمكن من ايجاد العلاقات والاتصالات للتسوية مع الفلسطينيين، والسوريين واللبنانيين ايضا. كل ما يمكن أن يمثل سور وحماية في مواجهة الاسلام الاصولي الذي يحوم في هذه المنطقة وفي العالم أن تفعله اسرائيل. وفي حالة كهذه فان سكان يهودا والسامرة وهضبة الجولان سيدفعون الثمن الباهظ، واليهم ألمح رئيس الوزراء في الاسبوع الماضي: "أبو مازن سوف يفاجأ بأنه بعيد، وكم ستكون سرعتنا في أن نصل".كما هو مفهوم انه مقابل هذه الافعال فان الصيغة المستقبلية والتي كانت سابقا "اسرائيل حقا هكذا"، هي مجرد المحاولة المريرة التي يجب أن تُعلم الجميع، وهي التي نحن بحاجة ماسة اليها للرد.ترجمة "المصدر" عطا القيمري