شكلت قصيدة "نجاد الحق" التي نشرها الشاعر السعودي الدكتور عبد الله باشراحيل في جريدة "الندوة" السعودية بداية قوية لتعاطف الوسط الثقافي الأدبي السعودي مع الموقف السياسي الإيراني، في التفاتة يراها البعض صحوة للروح الثقافية الإقليمية والإسلامية برغم جميع المواقف السياسية بين السعودية وإيران. وقد تحدثت القصيدة التي كتبها صاحب جائزة باشراحيل عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كمخلص للأمة الإسلامية وصورته كأمل جديد من خلال الإشادة بمواقفه السياسية إزاء الولاياتالمتحدة الأميركية وتصريحاته التي يطلقها بين الحين والآخر باتجاه إسرائيل. وقد جاءت القصيدة التي أخذت الشكل العمودي رغم أن صاحبها يكتب الشعر الحر أو التفعيلة كاختيار للشكل المناسب –حسب رأي الشاعر– للحالة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية وكتعبير عن الحاجة إلى قالب الرصانة والأصالة وإسقاط ذلك على الجانب السياسي والفكري. يقول الشاعر في مطلع القصيدة: أقلِّي النوم عن جفن الرقادوقومي وانظري رمم الجمادأصيخي واسمعي قد قال حقانجاد الحق محمود النجاديأحال الصمتَ أنوارا ونوراأماتَ الخوف في عين السهادنضا التاريخ عن سفر عظيملمجد خطه قلم الجهادبلينا بالخدائع وهي تردي ولم ترض الخدائع بالرشادصبرنا والكواسر تزدريناوتنهبنا على مرأى العبادجنحنا للسلام فكان ذلا أمات العزمَ في الأمم الشدادثم ينطبق واصفا الحالة الإسلامية وما تحتاجه مخاطبا الرئيس الإيراني:نجاد وأين مثلك للنجادرميت حصون صناع الفسادولم ترض المذمة كيف ترضىلأمة أحمد باغ وعاديفأنت لأمة الإسلام رمزوإن غاب الرموز فمن ننادي؟قد اتضحت نوايا الغدر جهرافهيئ ما استطعت من العتادورتق بالدهاء جروح عصريكاد يموت من طعن الودادولعل باشراحيل وفق في إعادة براعة الاستهلال عندما يقول في ختام قصيدته:أقلِّي اللوم عن صاد وفاديوقومي والبسي ثوب السوادفصوت الحق يقرع كل قلبولو أنا كثير كالجرادونؤخذ غيلة ونموت قهراونار الغدر من تحت الرمادهو البغض المدجج بالدواهيسيشعل ثأر موجوع الفؤادنجاد وأنت في القمم العواليلعلك ديمة تغري الغواديفينعم في ندى الإسلام عصرويشرق من سنا الإسلام هادي. يذكر أن الشاعر عبد الله باشراحيل كان قد ألف قصيدة قبل عام يشرح فيها قضايا أمته العربية في معرض رده على رسالة ل60 مثقفا أميركيا بعثوا بها إلى العرب والمسلمين وذلك في ديوان حمل عنوان "قلائد الشمس" ترجمه إلى الإنجليزية والفرنسية ووزعه على أغلب السياسيين الغربيين والمثقفين الأميركيين، أوضح فيه الأبعاد الثقافية للإنسانية وضرورة التقارب ونبذ الصراع غير المبرر. المصدر : الجزيرة نت