حصلت الفنانة الفلسطينية ميس شلش على فتوى شفوية شخصية من قبل الدكتور القرضاوي يجيز لها فيها إنشاد الأغاني أمام الجمهور من الرجال وتسجيلها على أشرطة الكاسيت، وذلك في لقاء بينهما حضرته أمها أول أمس الاثنين 28 غشت بمكناس، على هامش تنظيم حفل استقبال من قبل شبيبة العدالة والتنمية للشيخ القرضاوي بعد مشاركته في الملتقى الوطني الخامس للمنظمة نفسها حيث ألقى محاضرة تحت عنوان رسالة إلى الشباب المسلم.وفيما لم تحصل اسيف على أي جواب من الشيخ القرضاوي بعد طرحها لسؤال له حول محتوى الفتوى بسبب ظروف صحية أجلت الحديث إلى ما بعد، قالت مصادر مقربة من الشيخ إنه من المنتظر أن يصدر الشيخ فتوى كتابية خاصة بشلش في القريب العاجل ويسلمها إليها يشرح فيها حيثيات الفتوى وظروفها، فيما قالت الفنانة الفلسطينية ميس شلش إنها حضرت إلى المغرب لتسمع من الشيخ يوسف القرضاوي وعلى لسانه شخصيا جواز تعاطيها للأنشودة والغناء الملتزم، مشيرة في تصريح خاص ل"التجديد" أن قلبها اطمأن أكثر بعد سماع هذه الفتوى، وكانت أن قرأت عن فتوى مشابهة على الانترنيت. وأضافت الشابة شلش 17 سنة سبعة عشر سنة من مواليد 1989 أن الشيخ قال لها إن صوت المرأة ليس بعورة، وحتى غنائها أمام جمهور الناس من الرجال والنساء ليس حراما مادامت ملتزمة بعدم إخضاع القول حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، ومادام همها هو خدمة قضايا الأمة، وختمت قولها إنها حاليا مرتاحة جدا.وحضر اللقاء إضافة إلى أم الفنانة شلش، كل من زوجة الشيخ القرضاوي واعضاء من حركة التوحيد والإصلاح ، وقياديي من حزب العدالة والتنمية والمفكر الإسلامي منير شفيق والصحفي المصري حسام تمام والمناضل الفلسطيني سليمان أبو عودة، ومحمد الهلالي عن منظمة التجديد الطلابي.ولم يقتصر اللقاء بين ميس شلش و الشيخ يوسف القرضاوي على الفتوى، بل تعداه إلى تطبيق عملي، أنشدت فيه شلش في زي شرعي محتشم جدا أمام الشيخ والحاضرين معه في حفل الهدايا، أنشدت أولا بدون إيقاع أغنية جميلة بدأتها ب"أنا صوت الانتفاضة، ما يعلى على صوتي صوت... أنا وصية الشهيد على تراب الوطن عشت الموت ...تاركة بعض الحاضرين يغرقون في دموعهم من جراء الكلمات المتدفقة المعاني في البطولة وحب الوطن، قبل أن تنشد أغنية أخرى بالإيقاع الموسيقي صبت في نفس الموضوع وكان أخوها وراء آلة الأورغ الموسيقية.وجدير بالذكر أن الشابة الفلسطينية ميس شلش بدأت مشوارها الفني طفلة صغيرة، وطبعت الأنشودة الملتزمة بطابع خاص جمعت فيه بين براءة الأطفال وقوة اللحن والصوت وجوهر المضمون، إلا وصولها سن البلوغ طرحت مشكلة فقهية حول تعاطيها للغناء، مما حذا بها إلى طلب الفتوى من الشيخ القرضاوي. وكانت الشابة الفلسطينية قد غنت في مهرجان سابق الأحد الماضي حول قضايا الأمة بمكناس، وأطربت الحاضرين بصوتها الجميل العذب، لكنها أشعلت نقاشا دينيا حول غنائها أمام الرجال بين المشاركين، وكان الأستاذ الأمين بوخبزة العضو البارز في حركة التوحيد والإصلاح قد قال في لقاء مع الشباب أثناء إلقائه محاضرة في الملتقى الخامس لشبيبة العدالة والتنمية يوم الاثنين 27 غشت أن ما حصل يوم الأحد حين غنت شلش أمام جمهور الرجال النساء أنه لا يجوز شرعا وإن غنت لقضايا الأمة، معتبرا أن الذي يجوز هو غناؤها أمام جمهور النساء فقط.