الداعية المصري : أنا لا أريد النقاب .. لكنني مع حرية الاختيار بعد أن دعا إلى فتح حوار مع منظري السلفية الجهادية في المغرب من بيت مصطفى الرميد، المحامي ورئيس "منتدى الكرامة"، وبعد أن دعا من بيت عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى الوسطية والاعتدال، وأكد أمام قادة الحزب، الذين حضروا اللقاء يوم الأربعاء الماضي، أن "وحدة المغرب المذهبية أمانة وضمانة لاستقراره"، التقى الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عشية أول أمس الخميس بالبرلماني والخطيب السابق بمسجد الحمراء بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، عبد الباري الزمزمي. هذا الأخير الذي قرر زيارة الداعية المعروف وخطيب مسجد عمر بن الخطاب بقطر "للاطمئنان على أحواله الصحية"، في مقر إقامته في المغرب بفندق "فرح"، حيث اتفقا معا أثناء مجريات الحديث الحميمي بينهما، والذي سمح ل"أخبار اليوم" بحضوره، على أنهما "لا يؤيدان لباس البرقع". هذا الاتفاق جاء عقب طلب عبد الباري الزمزمي لرأي القرضاوي في الجدال الدائر حاليا في أوربا حول منع النقاب في الأماكن العمومية، حيث رد القرضاوي بالقول: "أنا لا أؤيد ارتداء النقاب لكنني أؤيد حق المرأة في حرية الاختيار"، وهو نفس الموقف الذي تبناه عبد الباري الزمزمي والذي كرره على مسامع القرضاوي: "بالفعل أنا أيضا لا أؤيد النقاب، لكنني أؤيد حق المرأة في حرية اختيار ملبسها". كما عرف لقاء الزمزمي بالقرضاوي حديثا طويلا عما سماهم رئيس اتحاد علماء المسلمين "من يحاولون اضطهاد المسلمين"، وهنا اتفق الشيخان أيضا على أن "الغرب يريد دائما التقليل من المسلمين ومن عددهم"، حيث شكك القرضاوي في الأرقام التي تحاول إحصاء عدد المسلمين في العالم، قائلا: "كيف يمكنهم معرفة عدد المسلمين في العالم، كيف يمكنهم التدخل في عقيدة الناس". من جانبه، قال الزمزمي مخاطبا القرضاوي: "إنهم يقومون بذلك لاضطهاد المسلمين"، فيما أحال القرضاوي من حضروا الجلسة على مؤلفاته حول الجهاد، والتي قال عنها: "إن فيها من العلم كتبناه لأولئك ليعرفوا حقيقة الجهاد في الإسلام، ولتتوقف كل دعوات الاضطهاد ضد المسلمين بدعوى محاربة الإرهاب". ولأول مرة منذ وصوله إلى المغرب، أقدم القرضاوي على انتقاد النظام المصري، بعد سؤال وجهه إليه عبد الباري الزمزمي عن "كيف ترى وقوف النظام المصري في وجه قوافل الإغاثة الموجهة إلى غزة"، وهنا أكد القرضاوي أنهم "لن يسمحوا بمرور أية سفينة إلى قطاع غزة". وبخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر قال القرضاوي: "مبارك يريد توريث كرسي الرئاسة، وانظر ماذا يفعلون الآن مع شخص مثل الدكتور البرادعي الذي يحترمه الجميع في مصر". للإشارة، فقد غادر يوسف القرضاوي المغرب في اتجاه القاهرة عشية أمس على الساعة السادسة مساء من مطار الدارالبيضاء الدولي، بعد خمسة أيام قضاها في المغرب ورفض فيها إجراء أي حوار صحافي، بخصوص المواضيع التي تداولها مع الرميد وبنكيران والزمزمي، بدعوى أن "ظروفه الصحية لا تسمح له بذلك". فؤاد مدني احبار اليوم