محمد حرب الرمحي بقلم / محمد حرب الرمحي ... هكذا مرت سنواتٌ خمس .. كان ختامها ماضٍ يبدأُ غداً .. ! كانت طفولة الملائكة حاضرة فوق المسرح .. حولَ معصمهم رباط قوسَ قُزح .. يحملون أنوثة الغيم .. ولهفتي ودموعي .. وباقات الورد ! هكذا مرت سنوات خمس .. كان ختامها أُمٌ ترتب في خزانة الأهداب دمعاتها على حين بكاء .. أمٌ أُشهِدُ لوركا على مسيح محبتها .. فلن تنجب ذاكرةُ البتول مثلها مريم مهما استباحت ريح النسيان صليب الأمومة ! .. هكذا كنتُ أرقبُ من على طرف القصيدةِ فارستي .. وهي تحوم كالفراشةِ بين الأضواء .. والملائكةِ .. ودموعي الواقفةِ عند منحنى الحدقتين .. كأني بالليل وقد بدأ يلقي جدائلهُ على كتفيّ المساءِ يخرجُ عن صمتهِ ويُخرجُ قصيدتي العاريةِ على الملأ ! .. ويُقدمها قرباناً لعينيها .. فتبكي القصيدةُ بين يديها .. وألحقها أنا بدموعي على نفسِ طريق البكاء .. ! يا لي من أبٍ ظلَ طوال السنواتِ الخمس .. يحبسُ مطر عينيهِ عن البكاء ، ولكن مخاض الولادة لا ينتظر البرق والرعد أحياناً لإعلان جنين المطر وهو يتمهدُ كفين لطالما هربت خطوطهما لله جسراً من دُعاء ! هكذا .. فتحت " منى موسى " .. في لحظةِ صمت " قلبَ محمد " .. وألف عيسى ينتظر نهاية القصيدة ! ولا أُخفي شِعراً هنا .. انني عُدتُ إلى ما قبل الخمس سنوات .. إلى ماركيز وأنا أنظُرها أورسولا .. أُجدد بها مائة عامٍ من العُزلةِ .. وأكثر .. هكذا حملتها من على المسرحِ الدائري ووضعتها خلفي على فرس القصيدة .. وذهبنا في رحلةٍ أخيرةٍ لنغسلَ دم لوركا بالوردِ الأبيضِ .. ورائحة الليلِ الساكنِ عتمةِ شَعرِ غرناطة .. وإيقاع الشمس الراقصةِ التانغو في شوارعِ إسبانيا .. وحاراتِ قصيدتي الأخيرة ... هكذا .. وأكثر ! عصبةٌ هي من أُمم الأشواقِ المتحدةِ في محفلِ الذكريات ! زمنٌ خارجَ عن كلِ قوانين النسيان في عبث الذاكرة .. سُلطةٌ ملائكيةٌ تحتلُ قلبي من الشوق إلى الشوق .. خارطةٌ من العِشقِ الأزلي الأبدي ..وإذ يحدها شرقاً بنات الحور .. وغرباً سديم ! ومن الشمال للجنوبِ دقاتُ قلبي المتراميةِ الأحداق .. إلا أنها أقربُ من نبضي لنبضي .. ومن لوركا لدمي .. هي سيدة القمرِ .. أنثى الغيم .. طفلةُ المطر .. دمعةُ اليم .. هي قصيدتي .. بنتُ روحي .. وأكثر ! ~ محمد حرب الرمحي ~