الكريم، بعد أن اضطرتها محنة التشرد والفاقة والعوز على إثر تهدم سقف بيتها وهي الأم لابنين إلى خوض هذا الاحتجاج. ولقد أبانت هذه السيدة عن عزم وصلابة نادرين في الصمود في وجه قساوة المناخ المفرط الحرارة، وفي وجه أجهزة السلطة ومجلسها البلدي الممعنين في التفرج على مأساتها وعدم الاكتراث بمعاناتها. إن هذا التعامل السلطوي يعكس استراتيجية دولة المخزن في التعاطي مع المطالب الاجتماعية لضحايا سياستها التفقيرية، الذي يكرس منطق "الصدقة" و"الهبة" لمن شاء ومتى شاء ضد منطق الحق والمساواة. واليوم الذي يصادف عيد الفطر حيث تلتئم الأسر في دفئ الفرح محتفية، قضت السيدة رابحة عاطفي صبيحة هذا اليوم في وضع البؤس والشقاء وحيدة بعيدا عن ابنيها المشتتين نتيجة التشرد الاجتماعي. وعلى الرغم من هذا الوضع المأساوي فإن المعتصمة عازمة ومصممة على مواصلة نضالها من أجل الحد الأدنى من الحقوق كإنسانة، وهو ما يستلزم المزيد من الدعم والمساندة من طرف كل الغيورين الأحرار الصادقين.