الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2025
غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر
الحكومة المغربية تعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
"الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي
الركراكي: المباراة أمام الغابون ستكون "مفتوحة وهجومية"
مصرع 10 أشخاص بحريق في دار مسنين بإسبانيا
جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل
اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي
صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"
عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة
بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين
مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل
المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب
إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب
اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين
الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)
تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان
السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات
مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار
بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان
عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!
وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار
لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر
الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا
المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة
أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب
هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟
بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا
المنافسة وضيق التنفس الديموقراطي
الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء
حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة
ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل
الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة
صيدليات المغرب تكشف عن السكري
ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة
الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد
خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة
الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح
نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة
معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)
تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية
مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة
الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال
عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة
"هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي
إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث
أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب
حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض
هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم
غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت
أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية
الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي
غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق
جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة
سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية
كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها
مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
قُيُودُ الجَهل!
أحمد إفزارن
نشر في
الصحيفة
يوم 25 - 05 - 2022
■ الجَهلُ مَعرَكَتُنا الكُبرَى..
الجَهلُ قضِيّتُنا.. قضيّةُ كلّ البَلَد..
ولا إشكاليةَ مع الجَاهِل..
الجاهِلُ إنسان..
شَخصٌ هو اليومَ في حَال، وغدًا في حالٍ آخَر..
والإنسانُ قد يُصلِحُ نَفسَه، فيتَغيّرُ للأَحسَن..
ويَكُونُ بعدَئذٍ واعيّا، ورُبّما أكثرَ نبَاهةً وتَدارُكًا للأخطَاء..
وقد يُساهِمُ حتّى في تَوعيّةِ غيرِه..
▪︎إنّنا في مُواجَهةِ الجَهل..
إشكاليّتُنا الكبيرةُ اسمُها "الجَهل".. والجَهلُ صُلبُ المَوضوع..
وخَطَرٌ على مَسارِنا وتَنْمِيّتِنا واستِقرارِنا الوَطنِيّ البنّاء..
ورغمَ المَجهُوداتِ المَبذُولةِ في بِلادِنا، على مُختَلفِ المُستَويات، نُطالِبُ بالمَزِيد: تَعبِئةٌ شامِلةٌ لتَطوِيقِ مَخاطِرِ الجَهلِ المُستَفحِلِ أكثرَ فأكثَر..
ونحنُ مُطُالَبُونَ بأَنْ نتَحَرّرَ أيضًا مِنَ التّجهِيلِ والجَهالةِ والجاهِليّة..
وما زالَت في مَسارِنا "قُيُودُ الجَهل" التي تَستَوجِبُ جُهدًا مُستَمِيتًا..
▪︎وَعَلَيْنَا بالتّحرُّرِ من الجَهل..
وهذا مُمكِنٌ بالإرادةِ والعزيمةِ والعَمَل..
وهذا الإصرارُ يَنطَبِقُ علينَا جميعًا..
وعِندَما نَعتَزِم، نَضعُ يدًا في يَد..
وفي هذا الاتّجاهِ اشتَغَلنا معًا، نحنُ "شَعْبُ المَملكة".. والنّتيجةُ إيجابيّة: تحقِيقُ الوَحدَةِ التُّرابيّة، والتّعامُلُ بالنّدّ للنّذ، حتى في التّحدّي لدُوّلٍ ذاتِ أطماعٍ تَوسُّعِيّة..
وتَمكّنَت بلادُنا، قِمّةً وقاعِدة، مِن فَرضِ "وَحدَتِنا التُّرابية"، وجَعلِها في الذّهنيّةِ العالميّة فوقَ كلّ اعتِبار..
وهذا تَحَدِّينَا الذي لا مُساوَمةَ فيه..
ودِبلوماسِيتُنا مُتألّقةٌ في حَركيّةٍ مُتَميّزةٍ مُستَمِرّة..
وقضايانا الكُبرَى تُعالَجُ بكفاءةٍ ومَهارةٍ عَاليّتيْن..
وما زال أمامَنا المَزِيدُ منَ العَمل، في مِلفّاتٍ اجتِماعية، وعلى رَأسِها "حقُوقُ الإنسان"، وتَطوِيقُ الخَلَل في المَسألةِ الدّيمُقراطيّة، والتعليم، والصّحة، والشُّغل، ومُكافحةِ الفَساد...
نحنُ بينَ مَدٍّ وجَزر..
وتُدِيرُ عَزِيمتَنا حُقوقٌ مُشترَكةٌ لا تَنازُلَ عنها..
ولا نَفقِدُ الأمَل، قِمّةً وقاعِدة، لمُواصلةِ حُسنِ استِثمارِ وتسيِيرِ وتدبِيرِ ثرَواتِنا الطبيعيّة.. ومعَها العَدالةُ والحِمايةُ الاجتِماعيّة..
الفَسادُ مِلفٌّ يَشغَلُ بالَنا، في ربُوعِ بِلادِنا.. وكذلك التّفاوُتُ الطّبَقِي.. وقضايا أُخرى على الرّفُوف.. تَنتَظِرُ مَوعدَ الحَسم..
■ والجَهلُ مَعركَتُنا..
مِلَفٌّ عَوِيصٌ هو أيضًا يَنتَظِر.. إنهُ مِن أَثقَلِ القضايا التي تقُضُّ مَضاجِعَنا..
الجَهلُ في حَياتِنا، يُؤدّي إلى اضطِهادٍ نَفسِيّ وفِكرِيّ وبَدَنِيّ وعَقلِيّ..
وهذا ليس بسِيطًا..
وَحْشٌ يُشكّلُ خَطَرًا عَلَيْنا وعلى غَيرِنا..
وفِيهِ يقُولُ "فيكتُور هوجو": "تَبدَأُ الحُرّيةُ حيثُ يَنتَهِي الجَهل"..
▪︎إنّ الجَهلَ يَتصَوّرُ أنهُ أفهَمُ من غيرِه وأعرَفُ وأقوَى وأمتَن.. بينَما لا يُوجَدُ أضعَفُ وأهَشُّ مِن الجاهِل.. يعِيشُ الجاهِلُ على أوهام..
ويَحسِبُ أنه يرَى كُلّ شيء..
ويَحسِبُ الحِسابَ لأيّ شيء، ولا يُخطِئُ ولا يَنزلِق..
إنها أوهَامٌ وأضغاثُ أحلام..
الجَهلُ شديدُ الهَشاشة..
قد يَسقُطُ في أوّلِ مُنزَلَق..
■ وأضرارُ الجَهلِ بلاَ حُدُود..
وهذا حَالُهُ في أيّ مُجتَمَع: وَباءٌ يُعَرقِلُ مَسارَ أيّ بلدٍ لا يُكافِحُ الجَهل..
والأدهَى والأَمَرُّ عِندَما تُمارِسُ حُكومةٌ استِبداديّةٌ "سياسةَ التّجهِيل".. إنّ بعضَ الحكوماتِ تَعتبرُ التّجهيلَ ظاهرةً عاديّة، وهي ليست كذلك.. التّجهيلُ مَنهَجِيةٌ حُكوميةٌ مُتعَمَّدَة..
حَربٌ على التّوعية.. وعلى التّعليمِ العُمُومي..
وأيُّ بلدٍ لا يَعتَنِي بالعَقل، هو يُمارِسُ سياسةَ التّجهيلِ والتّكلِيخِ وإبعادِ المُجتَمعِ عن الوَعيِ بحُقوقِه ووَاجباتِه، ويُمهّدُ لمُنحَرَفاتٍ إلى اضطِراباتِ العَقل الاجتِماعي، وبالتالي الإضرار بسَلامةِ الاستِقرار العُمومي..
وهذا يَنطبِقُ على حُكومَتِنا المُنبَثِقةِ من أحزابٍ مَنفُوخٍ فيها، وفي عَمَلِها تَضُرُّ ولا تَنفَع، ولا تُحسِنُ قراءةَ التّاريخِ وعِلمِ الاجتِماعِ والعُلومِ الإنسانيّة..
▪︎لا يُوجدُ بَلدٌ يَتَطوّر، بدُونِ تعلِيم..
التّطوُّرُ لا يكُونُ بالاعتِمادِ على الجَهلِ في رَسمِ خارِطةِ الانتِخابات، وبِناءِ حياةٍ ديمُقراطية..
▪︎الجَهلُ بِطَبعِه يَخلُق بيئةً غيرَ صالحةٍ لإنتَاجٍ سليم: بيئةٌ تُعِيقُ التّنمية وتُهدّدُ الاستِقرارَ المُجتَمعِي..
▪︎وهذا الجهلُ بهذا الضّغط، لا يأتي وحدَه.. يأتي معَ أفكارٍ وتصوُّرَاتٍ سلبيّة، وخُرافاتٍ وشَعوَذة..
ولا يحُلُّ مَشاكلَ البلد، بل يَخلقُ مزيدًا من المشاكلِ والأمراضِ العَقليةِ والنفسية والعصَبيّة التي يَستَعصِي حَلُّها..
▪︎وهذه مِنَ الصُّورِ المُضِرّة التي تُقَدّمُها مَجالسُ نيابيّة، على ظَهرِ الجَهل، من أجلِ الوُصول إلى مجالسِ القرار..
▪︎متَى نتَحرَّرُ من قُيودِ الجَهل؟
ومِن هذا الوَحشِ الكاسِر؟
■ لقد أدخَلَتنا الأحزابُ في خَندَقٍ أُنبُوبِي..
فما هي الفِئةُ المُستَفِيدةُ مِن ظُلُماتِ الجَهلِ المُرَكّب؟
وما الأحزابُ المُستَفِيدَةُ مِنَ الاتّجارِ في الدّين؟
▪︎الدّينُ في أساسِه ليسَ تِجارة.. ليسَ بيْعًا وشِراءًا.. وليس مُقايضات..
الدّينُ للهِ وحدَه..
وليسَ استِغلالاً اقتِصاديًّا أو تِجاريّا.. لماذا؟ لأنّ الهَدفَ مِنَ التّجارة، ومِن أيِّ نَشاطٍ اقتِصاديّ، هو الرّبح.. ولا يَجوزُ أن يُجَرَّ الدّينُ لكي يكُونَ وسيلةً لكَسبِ الرّبح.. أو لجَلبِ أصوَاتِ النّاخبِين إلى تصويتٍ ذِي أبعادٍ سياسيّةٍ تُطلِقُ عليها الأحزابُ مُصطَلَحَ "اللُّعبةِ السّياسية"..
▪︎ويَبقَى الدّينُ دِينًا، والسياسةُ سياسَة..
الدّينُ في مَكانِه.. والسّياسةُ في مَكانِها..
ويجبُ الفَصلُ بين الدينِ والسياسة..
وهذا يَعنِي الفصلَ بينَ التّعبُّدِ لله، وهو خِطابٌ رُوحِيّ، واللُّعبةِ السياسيةِ التي هي طريقٌ "انتِخابيّ" إلى الحُكم..
وهذا المَسلَكُ ليسَ ادّعاءًا إلى استِقامةٍ ونَزاهة..
وقد تُثبِتُ الأيّامُ أنّ بعضَ المُتَسيّسِينَ والمُناضِلين، يَنقُصُهُم الإدرَاكُ والوفاءُ وعَدمُ الإلمامِ بالقضايا التي يُقدّمونَها وُعودًا إلى النّاخِب..
▪︎والإلمامُ الناقِصُ يَقُودُ إلى معلُوماتٍ ناقِصة، واستِنتاجاتٍ ناقِصة، وقد يُفِيدُ - فقط - في اللّفِّ والدّورَانِ في اللُّعبةِ السياسية، وبالتالي الإساءة للأخلاق الدينيّة، وللمَسؤوليةِ السياسية..
▪︎مُلاحَظة: كثيرٌ مِنْ تُجّارِ الدّين يَلجَؤونَ إلى تفسِيراتٍ وتأويلاتٍ خاطِئة، وإلى مَرجِعيّاتٍ غيرِ مَضبُوطة، لتَضلِيلِ الناخِبين..
ويتَرَتّبُ على هذه الاختِلاقاتِ اللاّمَعقُولة، واللاّمَنطِقيّة، انحِرافُ أجيالٍ لا تَرَى إلاّ بعُيُونٍ مُتَطرّفة، لفائدة دَجّالين يتَمَكّنُون، في وقتٍ أو آخَر، من إحداثِ ثقُوبٍ سَوداءَ في الأحزاب والنُّخَب والبرلمانِ بغُرفتَيْه، وحتّى في الحُكومة..
وأحيانًا تَجِدُ الجَهلَ ألعُوبةً في قبضَة فئةٍ انتِهازيةٍ مُتَراميّةٍ على الحُكم..
▪︎أبِهَذِه النّماذِجِ المُستَعصِيّة على الفَهمِ والإفهام، يتَأتَّى التّغيِيرُ الاجتِماعي إلى أَفضَل؟
أينَ التّحرُّرُ الفِكرِي؟
متَى يتَحرّرُ المُجتَمعُ مٍن عُقْمِهِ الفِكرِي؟
■ وأيُّ حِوارٍ مع الجَهل؟
الحِوارُ لا يكُونُ مُوَفّقًا، ما دام الجَهلُ لا يقِفُ عند حَدّ.. وإذا انتَشَرَ الجهلُ وتَعَمّم، تزدادُ تعقِيداتُه، ولا يَتَسَنّى إحداثُ مُرُونةٍ حِواريّة، وخاصّةً في بيئةٍ مُجتَمعيةٍ مُتعَصِّبةٍ تزِيدُ الجهلَ انتِشارًا وإحباطًا، وقد تَجعَلُه يَستَمِدُّ مِن مُحِيطهِ العَدَدِي قناعةً انتِصارية..
▪︎وعندَها لا يَعتَمِدُ الجَهلُ على قُوّةِ العقلِ والإقناعِ والاقتِناع، بل على بيئةٍ بَشريّة تُشارِكُهُ نفسَ الأفكار التي لا تَهُمّهُ حَقائقُ جديدة، بل تهُمّهُ الكثافةُ البَشريةُ التي تُسانِده..
وعَقليةُ الجاهل لا تَثِقُ في مَعلُوماتٍ تَأتيهِ من أشخاصٍ يَملِكُون قُوّةَ المَعرفةِ والإثبات..
◇ وفي الجَهلِ أنوَاع:▪︎جاهلٌ يَعِي ضَرُورةَ تغيِير نَفسِه عبرَ تعلُّمِ الجديد.. الجاهلُ لا يَعتَرِفُ بجَهلِه، ويَرفُضُ كلَّ أشكالِ التّعلُّمِ والتّغيُّر الظّلاميُّ الذي يتّخذُ من الجَهل مَنهجًا، قد يَصِلُ لِحَدّ مَنعِ الآخَرِين منَ التّعلُّمِ والاستِنَارة..
◇ التّعامُلُ معَ الجاهِل: ▪︎عَدَمُ الدّخُولِ في أيّ نِقاشٍ معَ شخصٍ مُعتَدٍّ بجَهلِه.. ولا يجُوزُ النّزُولُ إلى مُستَوَى تفكيرٍ سَخيفٍ لجاهِل..▪︎ وليس ضرُوريًّا أن نُعامِل الناس، لا على أساسِ تَحصِيلِهِم الأكاديمِيّ، بل وِفقَ سُلوكِهِم..▪︎وعلى أيّ إنسانٍ أن يُسَلّحَ نَفسَهُ بالمَعرِفة، لكَي يَستَعِدّ للتّعامُلِ مَع الشّخصِ الجاهِل، حتى لا يَتَمادَى في جَهلِه..
■ وماذا عن أَعمَى البَصِيرَة؟
ذُكِرَ على لسانِ الأقدَمِين قَولُهم: "أعمَى بَصَر، ولا أعمَى بَصِيرة"..
وفي زمانِنا ، الأولَوِيةُ أصبحَت للبَصر، لا للبَصِيرة، في مَدارِسنا..
ووَحدَهُ التّحليلُ النّفسِيّ أَوْلَى الاهتِمامَ للحَدسِ والإحسَاس..
▪︎وأضافَ أحَدُ الحُكماءِ التّعمِيمَ إلى الجَهل، فقال: "التّعمِيمُ لُغةُ الجُهلاءِ والحَمْقَى وذَوِي العاهاتِ الفِكريّة"..
وعِندَما يَزعُمُ أَحَدُهُم أنّ كلّ الناس هُمْ كذا وكذا، يَسقُط في لُغةِ تعميمِ التُّهمة التي يُوَجّهُها إلى الجميع، وكأنّ كُلَّ الناسِ هُم "سبَبُ الخَرابِ والدّمارِ والظُّلمِ والعُدوانِ والجُور..."..
أَمَعقُولٌ هذا؟
أَيُعقَلُ أن يُؤدّيَّ بَرِئٌ جَريرةَ مُخطِئ؟
▪︎أحَدُ الحُكماءِ يَربطُ بَصمَةَ الجَهلِ بمَن يُعَمِّم..
▪︎و"شِكْسبِير" يُؤكّدُ أنّهُ "لا يُعَمِّمُ إلاّ الأغبِيّاء"..
وهكذا يُشِيرُ بأُصبُعِهِ إلى ضرُورة التّحرُّرِ مِن قُيُودِ الجَهل..
■ وَجَبَ تَحرِيرُ العَقل!
لقد قِيلَ في حَقّه: "إن أصعبَ احتِلالٍ عرَفَتهُ الانسانيةُ هو احتِلالُ العَقل"..
والجَهلُ هو أكبرُ احتِلالٍ للعَقلِ البشرِيّ..
ومن هُنا يَبدأ أيُّ تحرير..
ولا نستطيعُ أن نتَحرّرَ في أيّ مَجالٍ بدُون تَحريرِ عُقولِنا..
مِن هُنا تَبدَأ الحُرية..
▪︎حُرّيةُ الإنسانِ تَبدأُ في نِهايةِ الجَهل!
[email protected]
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
التّكليخ!
سياسةُ التّدجِين!
التّجهيلُ.. بين السّياسي والفقِيه!
سياسَة الحَضِيض
بالحجة والبرهان الجهل مصدر بني علمان
أبلغ عن إشهار غير لائق