استبعدت الحكومة الإسبانية، تقديم أي احتجاج للرباط بشأن وضع السفارة المغربية في مدريد لخريطة المملكة تضم سبتة ومليلية بدون أي حدود تفصلهما، حيث اعتبرت أحزاب سياسية، وعلى رأسها حزب "فوكس" اليميني، تحرش واستفزاز بالسيادة الإسبانية. وجاء هذا الرفض من الحكومة الإسبانية خلال الجلسة البرلمانية التي عُقدت يوم أمس الاثنين للرد على أسئلة البرلمانيين، ومن بين سؤال النائبة البرلمانية عن مدينة سبتةالمحتلة المنتمية إلى حزب "فوكس"، تيريزا لوبيز، بشأن ما إذا كانت مدريد سترسلة شكوى واحتجاج للرباط على استخدام سفارة المغرب في إسبانيا لخريطة تضم سبتة ومليلية بدون حدود. وقالت الحكومة الإسبانية إن مدريد ستدافع بحزم عن وحدة أراضي إسبانيا وتراقب التنمية والازدهار في كل من سبتة ومليلية، مشيرة في سياق متصل، بأن إسبانيا تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا لا غنى عنه، وهو ما اعتبرته الصحافة الإسبانية بمثابة رفض غير مباشر للدعوات المطالبة بالاحتجاج على المغرب بسبب خريطة السفارة المغربية. جدير بالذكر أن هذا الطلب من حزب "فوكس" يأتي ضمن سلسلة من المطالب التي تهدف إلى ممارسة الضغط على حكومة مدريد، وفي نفس الوقت الاستمرار في خطابه السياسي المعادي للمغرب، حيث سبق أن طالب مدريد بضم سبتة ومليلية في حلف "الناتو" خوفا من اجتياح المغرب، كما اتهم الرباط بابتزاز إسبانيا بقضية الهجرة السرية، وطالب بفرض عقوبات على المغرب بسبب ذلك. وبالرغم من كثرة هذه المطالب والضغوطات، إلا أن الحكومة الإسبانية أعربت عن رفضها التام لجميع المطالب التي يتقدم بها حزب "فوكس"، معتبرة أنها مطالب يمينية متطرفة تُغذي الكراهية ولا تخدم مصالح التعايش بين البلدين. وفي سياق مرتبط بالموضوع، فإن المملكة المغربية لازالت تعتبر أن سبتة ومليلية هما منطقتان مغربيتان محتلتان من طرف إسبانيا، وترفض الرباط الاعتراف رسميا بسيادة مدريد على المدينتين، وهو ما يثير مخاوف بعض الأطراف السياسية في إسبانيا التي تعتقد أن المغرب سيفتح ملفي المدينتين في وقت من الأوقات. وسبق أن قال رئيس الحكومة المغربية السابق، سعد الدين العثماني في تصريح متلفز أثار الجدل في العامين الماضيين في إسبانيا، عندما قال بأن المغرب سيفتح ملف سبتة ومليلية المحتلتين عندما يحين وقتهما.