لا يرغب حزب "فوكس" اليميني المتطرف في طي صفحة الصدام الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا على خلفية تصريحات رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني بخصوص مغربية سبتة ومليلية، وهو الأمر الذي أعرب عنه أعضاؤه في مجلس الشيوخ، الغرفة الثانية للبرلمان الإسباني، الذين قدموا مقترحا، أمس الأربعاء، لحث الحكومة المركزية على نقل وحدات من الجيش الإسباني إلى المدينتين المذكورتين من أجل "حمايتهما". وخلال اجتماع لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، قدمت يولاندا ميريلو، عضو فريق "فوكس" عن دائرة مدينة سبتة، مقترحا للحكومة من أجل نقل وحدات من الجيش إلى سبتة ومليلية "من أجل تنشيطهما اقتصاديا واجتماعيا"، وأيضا من أجل "حماية هذه المناطق" انطلاقا من أن المدينتين "جزء من التراب الوطني لإسبانيا"، منتقدة في الوقت نفسه قرارا سابقا كانت قد اتخذه الحزبان الشعبي والعمالي الاشتراكي بنزع السلاح من هذين الثغرين واصفة إياه ب"القرار الكارثي". وعادت برلمانية "فوكس" إلى تصريحات العثماني بخصوص انتماء سبتة ومليلية للأراضي المغربي، موردة أن "إسبانيا يجب أن تقف بحزم للدفاع عن كامل أراضيها"، وأضافت أن هذه الأحداث "لا يمكن طيها" داعية حكومة بيدرو سانشيز إلى معاودة الاتصال بسفيرة الرباط في مدريد لمطالبتها بتقديم "توضيحات" بخصوص كلام رئيس الحكومة المغربي. وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد استدعت بالفعل السفيرة المغربية كريمة بنيعيش، في دجنبر الماضي عقب تصريحات العثمان في حوار مع ثناة "الشرق"، واجتمعت بكاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الخارجية كريستينا غالاش، التي أخبرتها أن "الحكومة الإسبانية تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي إسبانيا"، طالبة توضيحات بخصوص تلك التصريحات، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". وفي المقابل أكدت السفيرة أن موقف المغرب بخصوص سبتة ومليلية لم يتغير وأن رئيس الحكومة لم يأت بأي جديد، إذ لا تزال الرباط تعتبر أن سبتة ومليلية مدينتان محتلتان من طرف إسبانيا، قبل أن تعود إلى الرباط خلال عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة حيث ظلت هناك لعدة أسابيع لحق بها كبار موظفي السفارة فيما بدا وكأنه رد فعل مبطن من طرف المغرب تجاه الحكومة الإسبانية.