استأثرت المواقف التي أعربت عنها المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، مما يجري في في القدس من مواجهات بين الشرطة والإسرائيلية والفلسطينيين، عقب اقتحام قوات إسرائيلية للمسجد الأقصى، باهتمام الصحافة العبرية، حيث كان وقع هذه المواقف أقوى من باقي نظيرتها. وركزت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" على الإدانات القوية التي أعربت عنها البلدان العربية الثلاث دون غيرها، حيث قالت إن المغرب والإمارات والبحرين انضمت إلى الأطراف الدولية المنددة باقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف. ويبدو أن الصحافة الإسرائيلية كانت تتوقع مواقف "معتدلة" من الدول العربية الثلاث، بالنظر إلى توقيعها لاتفاقيات سلام واستئناف للعلاقات الديبلوماسية مع تل أبيب، إلا أن المغرب والإمارات والبحرين أعربت جميعها عن إدانة قوية للخروقات الإسرائيلية التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك. واعتبر متتبعون للعلاقات العربية الإسرائيلية، أن المغرب والإمارات والبحرين، وضعت حدا فاصلا بين علاقاتها الديبلوماسية مع تل أبيب والقضايا العربية المشتركة بهذه المواقف وأرسلت رسالة حازمة للإسرائيليين، كما وضعت حدا للانتقادات العربية التي كانت ترى في تطبيع العلاقات بين هذه البلدان وإسرائيل، سيكون ثمنه صمت هذه البلدان على الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين. جدير بالذكر أن وزارة الخارجية المغربية أعلنت أنها أبلغت ممثل الدبلوماسية الإسرائيلية بالرباط احتجاج المملكة على اقتحام قوات الأمن العبرية للمسجد الأقصى، واصفة إياها ب"المحتلة"، كما اعتبرت أن الأمر يمثل "اعتداء صارخا واستفزازا ممنهجا" لحرمة هذا المكان لدى المسلمين، خاصة وأن ذلك يتزامن مع شهر رمضان، وفق ما جاء في بلاغ صدر أمس السبت. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، إن المملكة المغربية "التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس الشريف التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تُعرب عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين". وأضافت الوثيقة أن المملكة تعتبر أن "هذا الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج خلال شهر رمضان المبارك على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، من شأنه أن يقوي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في المنطقة". ودعا المغرب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته"، ووفق ما جاء في بلاغ الخارجية فإنه، وبتعليمات من الملك محمد السادس، فقد تم تبليغ هذا الشجب والتنديد مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.