يجدد موقفه الثابت والمساند للشعب الفلسطيني أدان المغرب بقوة، أول أمس الأحد، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، باقتحام باحات المسجد الأقصى بمدينة القدسالمحتلة من قبل إسرائيل. وجاء في بلاغ لوزارة الخارجية "إن المملكة المغربية إذ تشجب هذه الممارسات الاستفزازية التي تمس بمشاعر المسلمين عبر العالم وتعد خرقا صريحا للقانون الدولي وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية في ما يخص ضمان حرمة أماكن العبادة والمقدسات الدينية في فلسطينالمحتلة وعلى رأسها القدس الشريف، تدعو المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وإلزام إسرائيل بالكف عن سياستها الممنهجة من أجل تغيير هوية ومعالم القدس الشريف التاريخية والدينية". وأضاف ذات المصدر أن المغرب، انطلاقا من الدور الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس في دعم المقدسيين ونصرة القضية الفلسطينية، يجدد موقفه الثابت والمساند للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة إلى حدود 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت صباح أول أمس الأحد في باحة المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي قامت للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية. وتأتي هذه المواجهات مع تصاعد التوتر على اثر إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الأربعاء، حظر جماعة "المرابطون" التي تضم نساء ورجالا يتصدون للزوار اليهود في المسجد الأقصى في القدسالمحتلة. وتوجهت مجموعات من الزوار اليهود بمناسبة السنة العبرية الجديدة إلى باحة المسجد الأقصى لزيارته. وقد أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، فيما حث مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط للسلام نيكولاي ملادينوف الطرفين على ضبط النفس. وفي تطور لاحق، حذر مجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية، إسرائيل من مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين من خلال استكمال خطتها غير القانونية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني القائم للمسجد الأقصى ومحاولة تهويده. وذكر بيان صادر عن المجلس، في دورته ال 144 التي عقدت الأحد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة الإمارات العربية المتحدة، أن " المجلس يتابع عن كثب ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون المتطرفون منذ فجر أمس من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين بداخله بالرصاص والغاز المسيل للدموع والضرب المبرح والاعتقال والإبعاد بهدف إخراجهم منه وإتاحة المجال للمستوطنين لاقتحامه والاعتداء على حرمته وقدسيته ". وأدان المجلس، بشدة هذا الجرؤ الإسرائيلي على المسجد الأقصى، محذرا من أن هذه الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسيحيين والمسلمين حول العالم من شأنها أن تحيل المنطقة إلى مزيد من العنف والتطرف والنزاع الديني تتحمل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وحدها المسؤولية من تبعاته وعواقبه. ودعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، مطالبا الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية. وأكد المجلس وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال كامل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف ويجسد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي نفس السياق ، أكد وزراء الخارجية العرب مجددا أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين المستقلة معربين عن رفضهم لأي محاولة للانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس الشريف . وأكد وزراء الخارجية العرب في قرار بعنوان "الإجراءات الإسرائيلية في القدس"، صدر في ختام أعمال هذه الدورة، أن السلام والأمن في المنطقة لن يتحقق ما لم تنسحب إسرائيل من الأرض الفلسطينيةالمحتلة وفي مقدمتها القدس الشرقية ومن باقي الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وذلك تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية. وعبروا عن إدانتهم الشديدة ورفضهم القاطع لجميع السياسات والبرامج والخطط الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف ضم المدينة المقدسة وتشويه هويتها العربية وتغيير تركيبتها السكانية وعزلها عن محيطها الفلسطيني، داعين المجتمع الدولي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن واتخاذ إجراءات فورية وحازمة لإلزام إسرائيل بوقف وإلغاء كافة هذه الإجراءات التي تمس بأمن واستقرار المنطقة وتقوض عملية السلام.