وضعت موريتانيا حدا لما روجته صحافة "البوليساريو" ونظيرتها الجزائرية في الأيام الأخيرة من ادعاءات كاذبة، بشأن القصف المغربي الذي حدث يوم الأحد الماضي في الصحراء المغربية، بعدما خرجت أمس الأربعاء بتصريح عبر ناطقها الرسمي باسم الحكومة، محمد ماء العينين ولد أييه، حول واقعة القصف. وأول ادعاء كاذب من طرف جبهة "البوليساريو" الانفصالية والجزائر الذي وضعت موريتانيا رسميا حدا له، هو الترويج لكون أن الأشخاص الذين قُتلوا في القصف هم صحراويون، من أبناء المنطقة، في إشارة إلى أنهم ينتمون للصحراويين الانفصاليين، من بينهم موريتاني وجزائري، في حين أن القتلى هم مواطنون موريتانيون وفق تصريح ولد أييه. وقال الوزير الموريتاني وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الموريتانية أن الواقعة أدت إلى "مقتل مواطنين موريتانيين"، مضيفا أن الحكومة تترحم عليهم، وتتقدم بالتعزية لأسرهم، وأشار في هذا السياق أن حادث القصف "كان خارج الأراضي الموريتانية، وموريتانيا ليست مستهدفة به". وأكدت موريتانيا في هذا التصريح، أن الحادث لم يقع داخل حدودها الترابية، وبالتالي كذبت ما روجته الصحافة التابعة ل"البوليساريو" والجزائر من تضارب حول مكان الاستهداف، حيث قيل أنه حدث في الأراضي الموريتانية وقيل أيضا أنه حدث خارج الحدود المغربية. واستحضرت موريتانيا في هذا التصريح الرسمي، صوت العقل، وأكدت أن ما يحدث خارج حدودها فهي غير مستهدفة به، بالرغم من أن الضحايا هم من جنسية موريتانية، وكانت سابقا قد حذرت مواطنيها من الخروج خارج حدودها. كما أن موريتانيا بهذا التصريح تؤكد التزامها واحترامها لحدودها الترابية، على عكس الجزائر، التي تواصل الترويج لكون أن المنطقة التي تقوم القوات المغربية بقصفها هي منطقة غير تابعة للحدود المغربية، في حين أن المغرب يعتبر أن جميع المناطق الملاصقة للحدود الموريتانية والجزائرية هي أراض مغربية يحق له التدخل واستهداف أي شيء يُشتبه فيه. هذا ولازالت الجزائر ومعها جبهة "البوليساريو" الانفصالية يسقطان في تناقض تصريحاتهما ومواقفهما الرسمية، حيث كانا قد أعلنا في وقت سابق أن منطقة الصحراء المتنازع عليها هي حاليا ساحة حرب بين ميليشيات "البوليساريو" والقوات المغربية، الأمر الذي يطرح السؤال حول أسباب عودتهما لإطلاق أصوات الشكوى مع كل قصف مغربي في المنطقة.منطقة المرفقات