في أبهى تجليات العداء الأعمى للنظام الجزائري تُجاه المغرب، انتقد المسؤول الجزائري عمار بلاني المكلف بما تُسميه الجزائر بملف "الصحراء الغربية"، الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدور سانشيز، إلى المملكة المغربية في الأيام القليلة الماضية، للقاء الملك محمد السادس، وهي الزيارة التي أسفرت عن عدد من الاتفاقيات لإعادة العلاقة بين البلدين. وقال بلاني في تصريح لصحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية، بأن سانشيز "باع نفسه دون أن يحصل من الرباط على اعتراف بالوحدة الترابية لإسبانيا"، في إشارة إلى سبتة ومليلية وباقي الجزر التي لا يعترف المغرب بسيادة إسبانيا عليهم ويعتبرهم أراض مغربية محتلة من طرف مدريد. ووجه بلاني انتقادات لاذعة لما قام به بيدرو سانشيز مع المغرب منذ مارس الماضي إلى حدود الساعة، والتي بدأت بتغيير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية، وإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لإنهاء النزاع، وصولا إلى الزيارة التي قام بها سانشيز إلى الرباط يوم الخميس الماضي، لوضع حد للأزمة الديبلوماسية التي نشبت بين البلدين لحوالي سنة كاملة. واعتبر بلاني أن ما قامت به إسبانيا، أو بالاحرى، بيدرو سانشيز، تنازل ورضوخ للمملكة المغربية، دون حتى أن يحصل على ضمانات واضحة أو اعتراف رسمي من الرباط بما يسميها "الوحدة الترابية لإسبانيا" التي يشمل فيها سبتة ومليلية وباقي الجزر التي تحتلها إسبانيا وكانت تاريخيا تابعة للمملكة المغربية. ويُعتبر هذا الموقف الذي أعرب عنه المسؤول الجزائري، موقفا "عدائيا" بشكل أعمى تُجاه المغرب وفق العديد من المتتبعين، ويتعارض مع جميع المواقف العربية التي تعتبر سبتة ومليلية باقي الجزر هي أراض محتلة، كما يتعارض مع الوحدة العربية التي ما فتئت الجزائر تدعي أنها تدافع عنها. ولا تُعد الدول العربية وحدها التي ترى أن سبتة ومليلية هما أراض محتلة، بل حتى العديد من البلدان الأخرى تعتبر أن سبتة ومليلية هما مناطق نزاع بين المغرب وإسبانيا، ولم يتم إدراجهما في حلف "الناتو" بالرغم من أن إسبانيا هي عضوة كاملة العضوية في هذا الحلف العسكري الغربي. ويُظهر هذا الموقف الجزائري، وفق متتبعين للقضايا الإقليمية، مدى "الحقد والعداء" الكبير الذي يُكنه النظام الجزائري للمملكة المغربية، ضاربا بعرض الحائط العلاقات التاريخية والعرقية والدينية بين البلدين، التي لاطالما كانت بعيدة عن الخلافات السياسية بين الدولتين الجارتين.