يعتبر الكثير من المسؤولين الإسبان في سبتة، سواء التابعين للحكومة المحلية أو الأجهزة الأمنية، أن مشروع وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا لإعادة تسييج حدود سبتة بأسيجة "آمنة"، مشروعا لم ينجح، لكونه لم يكتمل ويصعب في نفس الوقت تنفيذه على طول الحدود. هذا المعطى كشفت عنه صحيفة "إلفارو دي سوتا" الإسبانية المحلية بسبتة، اليوم الأحد، حيث قالت بأن عمليات تسييج حدود مدينة سبتة لم تتم بشكل كامل، والأهى من ذلك كله، أن الحكومة المركزية في مدريد لم تُخصص هذا العام أي مبلغ مالي ولا "أورو واحد" حسب تعبيرها لإتمام هذا المشروع. وأضاف المصدر ذاته، أن المشروع الذي كان يهدف إلى رفع طول السياج الحدودي لسبتة إلى 10 أمتار في الطول، ووضع أنابيب لولبية آمنة بدل الأسلاك الشائكة، لم تكتمل في كل أجزاء الحدود، كما أن بعض المناطق يستحيل معها رفع طول الجدار ووضع الأنابيب اللولبية بسبب التضاريس الصعبة التي تُهدد في أي لحظة بانهيار الجدار ككل. وبسبب هذا العوامل، تقول "إلفارو دي سوتا" أن عدد من الأماكن الموجودة على طول السياج الحدودي تبقى ممكنة الاختراق من طرف المهاجرين غير النظاميين، بسبب ضعف العراقيل التي تقف في وجه اختراق المهاجرين، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية هذه التجديدات في التصدي لظاهرة الهجرة السرية لفائدة مدينة سبتة. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أمر آخر زاد من متاعب حرس الحدود الإسباني، ويتعلق الأمر بأن هذه التجديدات والتغييرات التي طرأت على السياج الحدودي بإزالة الأسلاك الشائكة وتغييرها بأنابيب لولبية، أدت إلى تقليص أجهزة الاستشعار الموجودة بالأسيجة مما يُضعف من سرعة الاستجابة في حالة وقوع أي اختراق من طرف المهاجرين. هذا وتجدر الإشارة إلى أن سبتة كانت قد شرعت في سنة 2019 في تجديد سياجها الحدودي مع المغرب، بإزالة القديم الذي كان يتوفر على أسلاك شائكة تؤدي إلى جروح وإصابات خطيرة للمهاجرين، الأمر الذي دفع بمنظمات حقوقية للضغط على الحكومة الإسبانية بإزالة تلك الأشواك، وهو ما استجابت له حكومة سانشيز. وتم تجديد السياج الحدودي بسياج جديد يتميز بطوله الذي يصل إلى 10 أمتار، بعدما كان السابق محدودا في 8 أمتار، كما أن الأسلاك الشائكة التي كانت أعلاه تمت إزالتها وتعويضها بأعمدة لولبية دائرة تُصعب على المقتحمين التحكم في الأعلى من أجل القفز للضفة الأخرى.