بعد حوالي سنة ونصف، انتهت أخيرا أشغال إزالة الأسلاك الشائكة من السياج الحدودي لمدينة سبتةالمحتلة، التي جاءت بعد الضغوطات المستمرة من الجمعيات والمنظمات الحقوقية الإسبانية والدولية، بسبب الأذى الجسدي الذي كانت تسببه تلك الأسلاك للمهاجرين، وهو الأذى الذي وصل في بعض الحالات إلى الوفاة. ووفق ما أوردته مصادر إعلامية محلية بسبتة، فإن السياج الحدودي الذي يبلغ 8 كيلومترات بين سبتة وباقي التراب المغربي، تمت تصفيته بالكامل من الأسلاك الشائكة، وتم تعويضها بأعمدة حديدية لولبية خالية من أي أسلاك أو شفرات حادة، وبالتالي أصبح سياجا آمنا على من يحاول تسلقه. وأضاف المصدر ذاته، أن من التجديدات التي عرفها السياج الحدودي، هو الزيادة في علوه، حيث أصبح الآن علوه 10 مترات بعدما كان علوه السابق يتراوح ما بين 6 و 8 مترات فقط عن سطح الأرض، وهو الأمر الذي يُصعب من تسلقه من طرف المهاجرين السريين. وجاء قرار إزالة الأسلاك الشائكة الحادة من السياج الحدودي لسبتة، مباشرة بعد تولي بيدرو سانشيز منصب رئيس الحكومة الإسبانية، حيث أعلن وزير الداخلية الجديد، فيرناندو غراندي مارلاسكا عن الشروع في إزالة تلك الأسلاك لأنها "غير إنسانية" وتتسبب في إذاية المهاجرين الذين يحاولون التسلل إلى سبتة عن طريق تجاوزها بأي وسيلة كانت. وقد بدأت أشغال تغيير السياج الحدودي في دجنبر 2019، وقد استهدفت التغييرا الرفع من طول السياج وتعويض الأسلاك بأعمدة لولبية دائرية تُصعب من مأمورية تجاوزها. لكن بالرغم من ذلك لازال أمر معرفة ما إن كانت قد تقف في وجه تدفقات المهاجرين السريين أم لا غير ممكنا في ظل عدم حدوث أي محاولة جماعية للتسلل إلى سبتة عبر السياج الجديد. ولعب إجراءات فيروس كورونا المستجد طيلة سنة 2020 في توقف شبه تام لمحاولات التسلل إلى سبتة من طرف المهاجرين الذين ينحدرون من جنوب صحراء إفريقيا، مقابل انتعاش الهجرات السرية عبر البحر على متن القوارب المطاطية والخشبية. وتنتظر السلطات الأمنية الإسبانية معرفة قدرات هذا السياج الحدودي في التصدي لمحاولات التسلل إلى المدينة من طرف المهاجرين، بعد تحسن الأوضاع الوبائية وعودة الحياة إلى طبيعتها. هذا ويرى عدد من المتتبعين، أن إزالة الأسلاك الشائكة من السياج الحدودي لسبتة، سيُغري بلا شك المهاجرين للقيام بمحاولات التسلل إلى مدينة سبتة، خاصة بعد تحسن الأوضاع الوبائية، وهو الأمر الذي سيُظهر حينها حقيقة هذا السياج الجديد ومدى قدرته على منع المهاجرين من الوصول إلى سبتة.