أعلنت الجزائر أنه من الاتفاقيات التي تم توقيعها مع موريتانيا خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر، هي التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء طريق تيندوف- أزويرات التي تربط البلدين بشكل مباشر، من أجل التبادل التجاري. كما قالت الصحافة الجزائرية والموريتانية، أن هذا الطريق الصحراوي سيفتح الآفاق بين البلدين للتعاون والتبادل، كما سيكون الطريق الذي سيربط بين الجزائر ودول غرب إفريقيا مرورا من الأراضي الموريتانية، وقد وُصف الاتفاق بالتاريخي بين الطرفين. وحسب ذات المصادر، فقد اعتبر وزير الأشغال العمومية الجزائري، أن طريق تيندوف - ازويرات التي يبلغ طولها حوالي 800 كلم، ستكون إحدى الطرق الهامة التي ستربط الجزائر و موريتانيا، مضيفا أن هذا الطريق سيساهم في تعزيز علاقات التعاون والتبادل بين البلدين الشقيقين التي عرفت تقدما ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا بعد إنجاز المعبر الحدودي. ويتضح أن هذا المشروع بين الجزائروموريتانيا، يأتي لرغبة الأولى لتأمين عبور شاحناتها التجارية إلى موريتانيا وبلدان غربي إفريقيا، وتفادي الطريق الذي يعبر من الصحراء المغربية، وبالخصوص في المنطقة العازلة حيث تجري المواجهات العسكرية بين القوات المغربية وجبهة "البوليساريو" المدعومة من طرف الجزائر. وقد تزايدت رغبة الجزائر في إنجاز هذا المشروع، بعد القصف الذي تعرضت له شاحنتين جزائريتين في الشهور الماضية في المنطقة العازلة التي تدخل ضمن الأراضي المغربية، وأدى ذلك القصف إلى مصرع 3 مواطنين جزائريين. وكانت الجزائر قد توعدت بالرد على هذا الهجوم، متهمة القوات المغربية بالوقوف من ورائه، كما أعلنت عن فتح تحقيق في الواقعة، لكن سرعان ما بدأت القضية تدخل إلى طي النسيان، بسبب وجود دلائل واضحة تدين الجزائر قبل المغرب أو جبهة "البوليساريو"، خاصة بعد طرح العديد من الأسئلة عن سبب تواجد شاحنات جزائرية ومواطنين جزائريين خارج حدودهم الترابية وفي منطقة مشتعلة. وتقوم القوات المغربية، بين الحين والأخر، بطلعات جوية لاستهداف كل أمر مشكوك فيه، كما أن جبهة "البوليساريو التي تنطلق من الأراضي الجزائرية، تقوم بدورها بتنفيذ هجمات عسكرية ضد القوات المغربية، وبالتالي فإن تواجد مدنيين في تلك المنطقة هو عمل محفوف بالخطر.