استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمطار هواري بومدين اليوم الاثنين، نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي بدأ زيارة تمتد ل3 أيام، هي الأولى له إلى الجزائر منذ توليه منصبه في 2019، وهي الخطوة التي يروم من خلالها إقناع تبون بمبادرته للوساطة مع المغرب الهادفة إلى وضع حد للقطيعة بين البلدين، في الوقت الذي ينتظر فيه هذا الأخير اجتماعه المُغلق مع ولد الشيخ الغزواني لطرح تطورات ملف الصحراء على طاولة النقاش. وعمل تبون على برمجة ملف الصحراء ضمن مواضيع لقائه بالرئيس الموريتاني، وفق ما كشفت عنه وكالة الأنباء الألمانية DPA نقلا عن مصادر دبلوماسية، مُبرزة أن الرئيس الجزائري وضع ضمن أجندة الاجتماع موضوع القمة العربية المنتظر أن تحتضنها بلاده في مارس المقبل، إلى جانب قضية مستقبل الاتحاد المغاربي والملف الليبي. وفي المقابل حل ولد الغزواني بالأراضي الجزائرية بعد أيام قليلة من إعلانه استعداده للوساطة بين المغرب والجزائر، وذلك في حوار نشرته مجلة "الاقتصاد والأعمال" اللبنانية حيث أورد "نحن قلقون من عوامل التوتر التي تظهر من حين لآخر، ونعبر بشكل دائم عن أن بلادنا يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في استعادة اللحمة بين البلدان المغاربية، وقد ظلت مواقفنا تصب في هذا الاتجاه دائما". وكان ولد الغزواني قد عبر ضمنيا عن معارضته للمقترح الجزائري بخصوص إقامة اتحاد مغاربي بدون المغرب والذي يُنتظر أن يطرحه تبون معه للنقاش، موردا في الحوار نفسه أنه يأمل أن "يأتي اليوم الذي تعود اللحمة إلى اتحاد المغرب العربي والوصول إلى التكامل المنشود، تحقيقا لإرادة الشعوب، وتجسيدا لأحلام الآباء المؤسسين"، موردا أنه يتأسف "للعقبات" التي تقف في طريق الاتحاد، وقال "يمكن تصور حجم الكلفة التي تدفعها شعوب المنطقة جراء عدم قيام اتحاد مغاربي قوي وفعال ومتكامل". وكانت العلاقات المغربية الموريتانية قد عرفت تقاربا ملحوظا منذ تدخل القوات المسلحة الملكية في منطقة "الكركارات" لإنهاء قيام عناصر موالين لجبهة "البوليساريو" الانفصالية بقطع الطريق الرابط بين المملكة نواكشوط أمام حركة النقل المدنية والتجارية، وهو الأمر الذي جرى بدعم جزائري وكلف موريتانيا أزمة تموين امتدت لأسابيع، لتقرر بعد ذلك اتخاذ عدة خطوات لمنع تسلل عناصر الجبهة إلى المنطقة العازلة من أراضيها.