أصدر الجيش الوطني الموريتاني، اليوم الثلاثاء، بلاغا رسميا ينفي صحة ما تم تداوله عبر مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، من أمس الإثنين، بشأن تعرض قافلة شاحنات جزائرية لقصف من الجيش المغربي على الأراضي الموريتانية في شمال البلاد. وقال الجيش الموريتاني في بلاغه "تداولت عدة مواقع ومنصات إعلامية منذ أمس خبر تعرض شاحنات جزائرية لهجوم شمال البلاد. ومن أجل إنارة الرأي العام وتصحيح المعلومات المتداولة، تنفي مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش حدوث أي هجوم داخل التراب الوطني. كما تدعو الجميع لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة". وجاء هذا التكذيب من الجيش الموريتاني، بعد تدول عدد من المنابر الإعلامية في موريتانياوالجزائر، من بينها موقع "مينا ديفانس"، خبر كاذبا يتحدث عن مقتل 3 مدنيين جزائريين بعد قصف من طرف القوات المغربية استهدف قافلة للشاحنات الجزائرية على الأراضي الموريتانية. وينضاف هذا الخبر الكاذب إلى سلسلة من الأخبار الزائفة التي تقوم عدد من المنابر الإعلامية الموالية لجبهة "البوليساريو"، وأخرى موالية للنظام الجزائري، التي تتحدث باستمرار عن وجود "أقصاف" ومواجهات عسكرية في الصحراء بين الحدود الموريتانية والمغربية والجزائرية. ووضع البيان الذي أصدره الجيش الموريتاني حدا لهذا الخبر الزائف الجديد، خاصة أنه يأتي في فترة حساسة تعرف فيه العلاقات المغربية-الجزائرية تصدعا كبيرا، وصل إلى حد قطع جميع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، بعد قرار الجزائر اتخاذ هذه الخطوة في غشت الماضي. كما أنه يأتي بعد إقرار الجزائر إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي -الأوروبي" الذي يعبر من المغرب وصولا إلى إسبانيا، ابتداء من يوم أمس الإثنين، كرد فعل مضاد للرباط، بسبب ما يصفه النظام الجزائري ب"السياسة العدائية" للمغرب تُجاه الجزائر، وهو ما تنفيه الرباط بشكل قاطع، وقد طالب الملك محمد السادس بإصلاح العلاقات بين البلدين وفتح صفحة جديدة، إلا أن النظام العسكري الجزائري له رأي آخر. وسبق أن حذر العديد من المهتمين بالصراع الديبلوماسي بين المغرب والجزائر، من تداول أخبار ومعلومات زائفة قد تؤدي إلى وقوع مواجهات عسكرية خطيرة، خاصة في ظل توتر العلاقات وتبادل الاتهامات، مطالبين بضرورة إعمال العقل والحكمة في مثل هذه الأوقات الحرجة. جدير بالذكر أن قافلة تجارية مغربية كانت تعرضت لعمل إرهابي في شتنبر الماضي، في دولة مالي، وأدت إلى مصرع مواطنين مغربيين يعملان في سياقة شاحنات نقل البضائع، ولازال التحقيق مفتوحا من طرف السلطات المالية للوصول إلى الجهة التي نفذت الهجوم.