تزور نائبة الرئيس وزيرة الخارجية الكولومبية، مارتا لوسيا راميريز بلانكو، المغرب الأسبوع المقبل في زيارة مطولة تمتد لأربعة أيام، ستقودها للقاء برئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، وهي الزيارة التي يُنتظر أن تُطرح فيها مجددا مسألة دعم كولومبيا لمقترح الحل الذاتي لقضية الصحراء عمليا، إذ يُحتمل أن تصبح أول بلد من أمريكا اللاتينية يعلن افتتاح تمثيلية دبلوماسية له في الأقاليم الجنوبية. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن زيارة نائبة الرئيس الكولومبي إلى المغرب ستكون في منتصف جولة أوروبية، حيث ستذهب أولا إلى الفاتيكان وإيطاليا، ثم ستحل بالرباط في 27 أكتوبر وإلى غاية 1 نونبر، قبل أن تُقلع باتجاه ألمانيا، وخلال جولتها الخارجية هذه سيكون مقامها الأطول بالمملكة وسيستمر ل4 أيام، إذ يُنتظر أن تكون ثاني شخصية أجنبية يستقبلها أخنوش بعد لقائه بالسفير السعودي بالمغرب قبل أسبوع، لتجتمع بعدها بِبُوريطة. وستلتقي راميريز أيضا برئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إلى جانب رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، وهو الأمر المثير للانتباه خلال هذه الزيارة، كون أن ميارة يمثل أحد سياسيي الأقاليم الصحراوية، علما أن معطيات "الصحيفة" تؤكد أن لقاء المسؤولة الحكومية الكولومبية مع بوريطة تحديدا ستعرف التطرق لقضية الصحراء مجددا، إلى جانب العديد من القضايا "الاستراتيجية" على المستويات الأمنية والاقتصادية، علما أن راميريز كانت سابقا وزيرةً للتجارة الخارجية ثم للدفاع الوطني. وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من اجتماع وزيرة الخارجية الكولومبية السابقة، كلاوديا بلوم، مع بوريطة عن بعد، تحديدا يوم 6 أبريل الماضي، وحينها جرى اتفاقيتين ثنائيتين ومذكرتين تفاهم بين الرباط وبوغوتا، أبرزها اتفاقية حذف تأشيرة الإقامة قصيرة الأجل بالنسبة للمواطنين المغاربة والكولومبيين، ومذكرة تفاهم حول التعاون والتنسيق في مجال مكافحة المخدرات. وخلال هذا اللقاء أعلنت الوزيرة الكولومبية دعم بلادها "لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب للتوصل إلى حل سياسي دائم وواقعي في احترام تام لسيادته ووحدته الترابية"، غير أن حجم الزيارة هذه المرة، وبالنظر لتطور العلاقات المغربية الكولومبية منذ وصول الرئيس إيفان دوكي إلى سدة الرئاسة سنة 2018، تجعل، حسب ما أوردته مصادر دبلوماسية ل"الصحيفة"، المغربَ متفائلا بتسجيل اختراق تاريخي لأمريكا اللاتينية بخصوص قضية الصحراء.