توفي الصحافي والإداري بشبكة "ميدي 1"، سعيد بن صغير، فجر اليوم السبت، بعد إصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي أعاد للواجهة مشكلة تحول مبنى المؤسسة إلى بؤرة للوباء بسبب الازدحام وغياب إمكانية تطبيق شروط التباعد الاجتماعي، الأمر الذي فاقمه قرار الإدارة عدم منح أي تسهيلات للمصابين، إذ تفرض على من اضطروا منهم للتوقف عن العمل اقتطاعات في الراتب أو في أيام العطل. وبن صغير هو أحد قيدومي إذاعة البحر الأبيض المتوسط "ميدي 1 راديو"، حيث التحق بها سنة 1983، قبل أن ينتقل إلى القناة التلفزيونية في 2016 مكلفا بالتأطير وبمهام إدارية، ثم عُين مديرا لنشر الموقع الإلكتروني ل"ميدي 1"، وحسب مصادر من داخل القناة يسود اقتناع بأنه كان ضحية لطريقة العمل المفروضة من الإدارة في ظل الجائحة، ولاختياراتها "الغريبة"، وتحديدا التعجيل بنقل صحافيي الإذاعة إلى المبنى الذي كان يحتضن فقط التلفزيون. ولا يبدو أن الوضع سيتحسن قريبا في المؤسسة، حيث لا زال رئيس تحرير القسم العربي ورئيسة تحرير القسم الفرنسي بالقناة مصابين بالمرض، بالإضافة إلى مجموعة من الصحافيين والتقنيين، لكن الأسوأ من ذلك، وفق المصادر ذاتها، هو إمكانية وجود مصابين غير معروفين، حيث إن بعض العاملين يأتون إلى المبنى رغم علمهم بحملهم للفيروس من أجل تفادي الاقتطاعات التي تفرضها الإدارة على المرضى، ما رسخ لديهم قناعة مفادها أنها "تعاقبهم" على مرضهم. وخلف جمع صحافيي وتقنيي وإداريي الإذاعة والتلفزيون والموقع الإلكتروني في مبنى واحد ضغطا كبيرا، لتعيش الشبكة عدة موجات إصابة بالفيروس، أشدها خلال الأسابيع الماضية في ظل انتشار المتحور "دلتا" والذي فرض على الإدارة إعادة تطبيق نظام العمل عن بعد، بل إنها وجدت نفسها مضطرة إلى إعادة بث النشرات الإخبارية عوض عرضها مباشرة بسبب إصابة العديد من المذيعين بالعدوى.