ما أن تم تعيين حسن خيار مديرا عاما لقناة «ميدي 1 تي في» أواخر يونيو الماضي حتى كثرت الأخبار والإشاعات حول الطريقة التي يعتمدها في تدبير شؤون هذه القناة.. ووعيا منا بضرورة أن تُساهم وسائل الإعلام في التنوير، من خلال البحث عن الخبر من مصدره الموثوق، في إطار من الحياد التام، والمسؤولية المهنية، انتقلنا إلى مدينة طنجة، وطلبنا أن نلتقي به لكي يجيبنا عن جملة من التساؤلات، فرحّب بنا، وأجرينا معه الحوار التالي.
السيد حسن خيار، نعلم أن قناة «ميدي1 تي في»، التي عُيّنتم في يونيو الماضي رئيسا مديرا عاما لها، كانت عند انطلاقها سنة 2006 قناة إخبارية، لكنها أصبحت سنة 2010 قناة عامة، تبث البرامج الترفيهية والمسلسلات والسيتكومات. هل ستستمر في التوجه نفسه، أم أن هناك توجها جديدا أتيتم به؟ + بالفعل كانت «ميدي1 تي في» في السنوات الست الأخيرة شاملة وعامة، واليوم، كما فسرتُ لجميع الأطر العاملة في القناة، توجهنا واضح. فالقناة ستكون متخصصة في الأخبار المستمرة والمتواصلة، وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه في البلاغ الصحفي الذي صدر مباشرة بعد انعقاد المجلس الإداري للقناة. الأمر إذن محسوم فيه، وسنعمل، حسب مخطط واضح ودقيق، على أن تشكّل القناة واجهة إخبارية، تنعكس من خلالها صورة المملكة، وتتجلى عبرها الدينامية التي تشهدها البلاد، ويتّضح بواسطتها الإشعاع الذي يمارسه المغرب، سواء على المستوى المغاربي، أو القاري، أو العربي، أو الدولي.
لتحقيق هذا الغرض، هل سيتم تطعيم الطاقم القديم في القناة بطاقم من الصحافيين المتمرسين من داخل إذاعة ميدي 1، وهل هناك نية في الجمع بين قسمي التحرير في القناة وفي الإذاعة، وهل ستحتفظ القناة بنفس الاسم أم ستصبح علامة «ميدي1» كافية بالنسبة إلى الإذاعة والتلفزيون؟ حتى لا يكون هناك أي غموض والتباس، سأعود مرة أخرى إلى البلاغ الصحفي الذي أصدره المجلس الإداري للقناة. فقد أكد المجلس الإداري في بلاغه على الرغبة في خلق طاقات موحدة، تتفاعل فيما بينها من أجل المساهمة الجماعية في تحقيق هدف مشترك. ويجب أن نفهم بأن الراديو والقناة مؤسستان مختلفتان كُليا، لكل واحدة منهما مجلس إداري مستقل عن الآخر، ومساهمين مختلفين. إذن الإذاعة ستبقى إذاعة، والقناة ستظل قناة. وسنعمل على تطوير الطاقات المُشتركة، لكن دون أن نُدمج طاقم تحرير الإذاعة مع طاقم تحرير القناة. عندما أتيت إلى قناة «ميدي1 تي في»، استقدمت معي عددا من الكفاءات والخبرات، من أجل التمكّن من خلق آليات تشغيل قناة إخبارية. الكفاءات موجودة عندنا. فالصحافي، سواء كان يعمل في الصحافة المكتوبة الورقية، أو الإلكترونية، أو في الراديو، أو في التلفزيون، يبقى دائما يمارس نفس المهام من الناحية المهنية، غير أن عملية إنتاج الأخبار بالنسبة إلى كل صحافي تكون مختلفة ولها تقنياتها التحريرية الخاصة والمعروفة، لكنها تلتقي فيما بينها في المهنية. فقاعة الأخبار هي قاعة الأخبار داخل كل أنواع وسائل الإعلام، لكن الإجراءات تختلف.
تم الحديث عن رغبتكم في إغلاق مكتب القناة بالرباط، وتم تداول الكثير من الأخبار بهذا الخصوص. نود منكم، أنتم الرئيس المدير العام، أن توضحوا لنا هذا الأمر. هل سيتم إغلاق هذا المكتب، أم سيتم الاحتفاظ به، علما أنه يتوفر على تجهيزات ووسائل عمل جد هامة؟ + لم يسبق لي بتاتا أن صرحت بأنه سيتم إغلاق مكتب الرباط. كل ما ننوي القيام به، هو إعادة النظر في الكيفية التي يتم من خلالها تسيير وتدبير أمور هذا المكتب، سواء على مستوى الموارد البشرية، أو على المستوى التكنولوجي.. وهذا أمر ينبغي أن يكون واضحا. فنحن لا يمكننا أن نغلق هذا المكتب، لأنه أولا يوجد في عاصمة المملكة، على مقربة من المؤسسات الحكومية، ومن البرلمان، وثانيا لأن جميع ضيوفنا، من السياسيين والفاعلين في مختلف المجالات الحيوية في البلاد، يكون أقرب بالنسبة إليهم أن تتم استضافتهم في الرباط على أن يأتوا هنا إلى طنجة. فإذا أردنا أن نكون قناة إخبارية محترمة، ينبغي أن يكون لدينا مكتب في الرباط. إذن إغلاق هذا المكتب أمر غير وارد على الإطلاق. بل ستكون هناك مراجعة على مستوى هيكلته، بارتباط مع شبكة البرامج.. فعندما سنضع شبكة برامج القناة في افتتاح الموسم التلفزيوني في شهر سبتمبر إن شاء الله، ستكون لدينا فكرة واضحة عما يمكن أن نقوم به في مكتب الرباط، وعن الموارد البشرية التي يجب أن تبقى هناك، والتي يجب أن تكون هنا في طنجة من أجل الاستفادة منها.
بعد تعيينكم في نهاية يونيو الماضي رئيسا مديرا عاما لقناة «ميدي1 تي في»، كان أول قرار اتخذتموه هو توقيف بعض البرامج الحوارية الترفيهية.. هل كانت لديكم مبررات لهذا القرار؟ + برنامج واحد فقط حذفته من الشبكة. وكان برنامجا ترفيهيا، يُبث في رمضان قبل الفطور. وكنت قد أعلنت حينها أن ذاك البرنامج لا يتلاءم مع التوجه الجديد للقناة، ولا مع هويتها التي تم تحديدها بوضوح في البلاغ الذي أصدره المجلس الإداري. وقد كان من الممكن أن يظل هذا البرنامج يُبث إلى نهاية رمضان، لكني فضلت أن أتحدث مع المسؤول عنه، وفسرت له جميع الظروف، وبأننا لا يمكننا الاستمرار في بثه.
هل حدث نوع من التوتر مع الجهة التي كانت تقوم بتنفيذ إنتاج هذا البرنامج؟ + لم يحدث أي توتر. فسرنا لهذه الجهة الأسباب التي اضطرتنا إلى توقيف البرنامج، ومنحناها كل مستحقاتها المالية، حتى لا يتضرر أي طرف. وقد تفهمت الأمر، وتقبلته بصدر رحب، ولم يبدر منها أي رد فعلي سلبي، أو انزعاج، عبر وسائل الإعلام.
ما هو تقديركم للموارد البشرية التي تتوفر عليها حاليا القناة؟ هل هي مؤهلة لإنجاح التوجه الجديد للقناة، أم أنها في حاجة لبذل مزيد من الجهد؟ + الأهداف الاستراتيجية التي حددناها من أجل إنجاح مشروع قناة إخبارية في المغرب في المرحلة الحالية وفي المرحلة المقبلة، لا يمكن أن ترتكز إلا على أبناء وبنات القناة. ولدينا اليوم داخل القناة طاقات جد هامة، قادرة على البذل والعطاء، وعلى الاشتغال بجد وحماس، وعلى رفع التحدي وكسب الرهان، علما أن الضرورة تقتضي أن نُطعّم الموارد البشرية المؤهلة التي نتوفر عليها بدماء جديدة متمرسة، وذات خبرة وتجربة، وقادرة على أن تشكّل قيمة مُضافة. أقولها وأكررها. لدينا طاقات في منتهى الكفاءة داخل القناة، يمكنها تحمل المسؤولية، ويمكنها الوصول إلى أعلى المستويات، وليس لدي تحفظ على أي واحد من المشتغلين في القناة، ماداموا مستعدين، من خلال الطاقة الخلاقة التي يتوفرون عليها، للانخراط في العمل، من أجل تحقيق كل التطلعات.
ما هي الأمور التي لاحظتم أنها تحتاج إلى إصلاح لكي تستطيع القناة النجاح في توجهها الجديد؟ + عندما بحثنا في الأسباب التي قد تؤثر بشكل سلبي على نجاح المشروع، وجدنا أنها أسباب بسيطة. يجب في المنطلق رد الاعتبار للعنصر البشري، وهذه من أولويات الإصلاح. ويجب أيضا أن تكون الهيكلة من الناحية المهنية واضحة، في إطار تحديد المسؤوليات وتحمل المهام. فالممارسة الإعلامية لا تسمح بالاشتغال بطريقة الهواة، خصوصا إذا كان لديك تحدٍّ في أن تصبح ذا تأثير جهوي ودولي. العنصر البشري ينبغي أن يُدعّم، وأن تكون هناك سياسة للتكوين المستمر، لأن أفضل استثمار يقوم به الإنسان، هو الاستثمار في نفسه أوّلا. فالتكوين والتكوين المستمر حاجتان أساسيتان من أجل القدرة على التنافس وتحسين الإنتاج.
– صاحب تعيينكم على رأس القناة انتشار مجموعة من الأخبار حول ظهور توتر وخلافات بينكم وبين العاملين داخل القناة، من بينها محاولة عدم السماح بممارسة العمل النقابي داخل المؤسسة. ما صحة هذه الأخبار؟ هذه النقطة مهمة جدا وينبغي أن تكون الأمور واضحة في هذا الإطار، وسأتحدث من منطلق أنني مسؤول عن القناة، وسأُبلّغ من خلال هذه المسؤولية ما يلي. لم يسبق لي أن صرحت على الإطلاق أنه ينبغي توقيف العمل النقابي داخل القناة. النقابة حق دستوري في بلدنا ولله الحمد. ونفتخر بالمستوى العالي الذي وصلت إليه في بلدنا النقابات، التي تساهم أيضا في الرفع من مستوى الشغّيلة، اجتماعيا ومهنيا، وعلى جميع المستويات.. النقابة أعتبرها شريكا، وأريد أن يكون في المؤسسة ممثلون للمأجورين قادرين على مساعدتي في أمور التسيير، وفي الحكامة التي ينبغي أن تكون داخل القناة… أنا لا يمكنني أن أتحدث مع عدد كبير جدا من الأطر العاملة في الآن ذاته. فأنا في حاجة إلى عدد من الرافعات التي يمكن أن أشتغل معها في إطار من الشفافية والمسؤولية، لكي نعمل جميعا على رفع المستوى وتطوير القناة. أنا لم آت لتكسير العمل النقابي. وما يحكم علينا، هو ما نقوم بإنتاجه، ونحن في حاجة إلى من يشتغل في هذا المسار، لتحقيق الإصلاح والحكامة، وهي الأمور التي كانت تطالب بها النقابات.. والمهم بالنسبة إلينا هو توفير هذه المطالب. وسنتوافق حول هذه الأمور، والحمد لله ليس لدينا أي مشكل في هذا الإطار..
تم مؤخرا ترويج أخبار تتحدث عن محاولة تهميش بعض العاملين داخل القناة، وسحب المسؤوليات منهم لفائدة الطاقم الذي قدم من ميدي 1 راديو، والذي يُشاع بأنه أضحى يحظى بعدد من الامتيازات.. ما صحة هذه الأخبار؟ + كما وضحت سابقا، عندما أتيت إلى القناة، استقدمت معي من إذاعة ميدي 1 عددا من العاملين الذين لديهم خبرة في ميدان الأخبار، وفي ميدان البرمجة، وفي الميدان التقني، لكي يُساعدوني.. وهؤلاء المُساعدون ليس لديهم صفة وظيفية في التلفزيون. فهم مُستخدمون في الإذاعة، ويتقاضون رواتبهم عن عملهم في الإذاعة.. والأكثر من ذلك، أن مهمة هؤلاء المُساعدين على وشك أن تنتهي، وسيعودون إلى عملهم في الإذاعة.. فليس هدفهم أن يتم تعيينهم من أجل العمل بصفة نهائية في القناة، كمدراء أو مسؤولين.. هذا كلام لا أساس له من الصحة.. فالهدف من استقدامهم هو أن يساعدوا في عملية إعداد القناة لمسارها الصحيح، حسب التوجه الذي ستأخذه، وبعض المسؤولين داخل القناة يعرفونهم جيدا ولديهم معهم علاقات، لأنهم اشتغلوا معهم في إذاعة ميدي 1 قبل افتتاح القناة. الذين أتوا من الإذاعة لم يأتوا لكي يقدموا للقناة خبرة في مجال التلفزيون، بل خبرة مهنية، تتعلق بخصوصية قناة إخبارية.
هناك أخبار تفيد أن إذاعة ميدي 1 ستنتقل من مقرها الحالي الموجود في «رأس المصلى» بطنجة، إلى المقر الذي توجد فيه قناة «ميدي 1 تي في» في المنطقة الحرة بطنجة. هل هذا صحيح؟ + أؤكد لكم أن إذاعة «ميدي 1» لن تنتقل إلى المنطقة الحرة بطنجة. ستبقى الإذاعة في مقرها ب «رأس المصلى»، وستبقى القناة في مقرها بالمنطقة الحرة.. وكما قلت، سنخلق ذاك التضافر والتوحد في الجهود على مستوى الطاقات. فهناك بعض البرامج الإذاعية ذات الطبيعة الحوارية، يمكن أن تستفيد منها الإذاعة ويستفيد منها التلفزيون في الآن ذاته، بحيث يتم بثها إذاعيا وتلفزيونيا. وهذا هو ما أقصده بتوحيد الطاقات بين الإذاعة والتلفزيون من أجل تحقيق هدف إخباري مشترك. ربما قد يأتي يوم نفكر فيه في نقل الإذاعة من مقرها الحالي إلى مقر آخر، لكن إن فعلنا ذلك، لن نُشركها مع القناة في نفس المقر.
هل وجدتم في القناة بعض الاختلالات على مستوى ترشيد النفقات؟ + نحن الآن ملزمون بالترشيد الجيد للنفقات. ففي السابق، كانت هناك نفقات تتم حسب التوجه الذي كان للقناة. فالقناة التلفزيونية العامة التي تتضمن المسلسلات والبرامج الترفيهية يكون ثمنها باهظا. ومع الأسف، كانت موارد القناة ضئيلة، وكانت تصرف أموال كثيرة على الإنتاج، لأن القناة لديها التزامات مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ولديها دفتر تحملات ينبغي عليها احترامه، وكان يجب عليها أن تنتج مجموعة من الإنتاجات. لم يكن هاما أن يتم تنفيذ تلك الإنتاجات داخليا أو خارجيا، فالمهم كان هو أن يتم الالتزام بتنفيذ تلك الإنتاجات، وهو أمر يتطلب مصاريف كثيرة.. وموضوع هل كانت هناك عقلنة في مصاريف تنفيذ تلك الإنتاجات هو موضوع آخر. يمكن أحيانا أن لا يتم احترام المساطر، أو أن يتم إنجاز الأعمال بطريقة مستعجلة.. فقناة «ميدي 1 تي في» ليست قناة عمومية، ولا تمر الإنتاجات الخارجية فيها عبر طلب عروض ودفاتر تحملات خاصة بالشركات. لذلك، ربحا للوقت، كانت تتم الإنتاجات أحيانا بطريقة استعجالية، مما يؤثر بشكل سلبي على مسألة الشفافية، فتكثر المصاريف التي كان من الممكن أن تكون أقل.. أما اليوم، فهناك توجه يُحتّم علينا أن يكون الاستثمار مُوجّها بطريقة مغايرة.. الأمر الأساسي الذي ينبغي أن يُفهم، هو أنني لم آت لكي أكون ضد أشخاص معينين، أو لكي أوفر المبالغ المالية، وأحذف الرواتب، وأستغني عن خدمات هذا أو ذاك، وأوقف التعامل مع شركات تنفيذ الإنتاج، أو جئت لأضاعف أرباح المساهمين. لا.. ليس هذا هو الهدف.. فالأمور التي كانت تسير في المنحى الصحيح وتعطي نتائج جيدة سنحافظ عليها، والأمور التي كانت تعتريها اختلالات وتكتنفها عيوب، سنعمل على تصحيحها وتقويمها.. والاستثمار سنوجهه نحو وجهة أخرى، بحيث يصبح مرتكزا أساسا على المنتوج الإخباري، وعلى تحفيز العاملين..
– لا نريد أن نخوض في أمور شخصية في هذا الحوار.. ولكن يبدو أن هناك من يحاول أن يعرف هل يمكنكم التوفيق بين مسؤوليتاكم في إدارة ميدي 1 راديو، وميدي 1 تي في، وشركة ريجي 3 لتدبير الإشهار.. وهل تتقاضون ثلاثة رواتب مقابل هذه المسؤوليات؟ + أوّلا أنا واعٍ تمام الوعي بخصوصية كل مؤسسة.. وثانيا أعرف تماما كيف أضع الحدود الفاصلة بين هذه المؤسسات الثلاث.. وثالثا التحدي الراهن الذي لدي، في اللحظة الحالية، هو التلفزة. أما الإذاعة فمستواها ولله الحمد يعرف تقدما متواصلا بفضل الكفاءات التي تتوفر عليها. و «ريجي 3» لها هي أيضا مسؤولون يمارسون عملهم من أجل تسييرها بأحسن الطرائق.. وهاتان المؤسستان، اللتان هما قناة «ميدي 1 تي في» و «ريجي 3»، ليس لدي فيهما ولو درهم واحد على مستوى المستحقات.. لا أتقاضى مقابل مسؤوليتي فيهما أي راتب. فالراتب يحدده المجلس الإداري.. لدي صفر درهم في التلفزة.. وصفر درهم في «ريجي 3». الراتب الوحيد الذي أتقاضاه هو راتب المسؤولية التي أتحملها في راديو ميدي 1… والحمد لله.
هل العلاقة مع الشركات الخارجية المختصة في تنفيذ إنتاج البرامج ستبقى قائمة؟ + مسألة التعامل مع الشركات الخارجية لتنفيذ الإنتاج ينبغي أن أوضحها بشكل نهائي.. لم يسبق لي قط أن صرحت بأنني لا أرغب في الاشتغال مع هذه الشركات. اليوم هناك توجه جديد، يُجبرنا على التوقف عن إنتاج الأعمال المسلسلات والسيتكومات وبرامج الترفيه التي لا تساهم في التثقيف. لكننا، بالطاقات الداخلية التي نتوفر عليها، لا يمكننا أن ننتج جميع ما نطمح إليه. لذا، فالضرورة تفرض أن نشتغل مع شركات تنفيذ الإنتاج لكي تنتج لنا برامج إخبارية، يمكن أن تكون في شكل مجلات، أو روبورتاجات، أو تحقيقات، أو أي جنس إخباري آخر. وسنكون سعداء بالتعامل مع هذه الشركات، لأننا سنساهم بذلك في الاقتصاد الوطني، وفي الرفع من مستوى القناة.. فقط سيكون الاشتغال معها بطريقة واضحة وشفافة ومُعقلنة، وبناء على دفاتر تحملات واضحة، وبالتزامات واضحة من الطرفين، وبأثمان شفافة.
– هل حددتم سقفا زمنيا معينا لتحقيق الأهداف التي من أجلها جئتم إلى القناة ؟ + لا توجد استراتيجية غير محددة زمنيا إذا كان التوجه واضحا.. ونحن في هذه القناة نعرف جيدا ما نريد، وما هي الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، وما هي الأشواط التي يجب أن نقطعها لبلوغ النتائج التي نريد.. لدينا ثلاث مراحل. المرحلة الأولى مدتها سنة، تبدأ من الموسم المقبل الذي سينطلق في شهر سبتمبر، حيث ستكون لدينا شبكة برامج، سنحاول ما أمكن أن تكون جيدة، وأن تؤدي مهمة قناة إخبارية، في حدود ما هو معقول، ووفق الإمكانيات البشرية التي نتوفر عليها بالخصوص. لكن ليس هذا هو أقصى ما نطمح إليه، إذ بعد عملية تقييم نتائج السنة الأولى، سنعمل في السنة الثانية على تحسين شبكة برامج السنة الأولى، وسنُطورها من خلال الإلباس الجديد الذي نشتغل عليه منذ الآن، لكي يكون هناك انسجام بين الإشعاع وبين المنتوج. وفي أواخر 2017، سنشرع في الإعداد للقناة الفرنكوفونية، التي نعوّل على أن يكون لها إشعاع إفريقي وداخل أوساط الجاليات المغاربية المقيمة في أوروبا وأمريكا الشمالية. وسنطعّم برامج قناة «ميدي 1 تي في» الحالية ببرامج من القناة الفرنكوفونية التي نحن بصدد التهييء لإطلاقها.. وأعتقد أنه بذلك ستتوفر لدينا باقة مُحترَمة، يمكنها أن تساهم في الإشعاع الدولي للمملكة..
ما هو المناخ الذي تعملون على أن يسود داخل القناة بين الإدارة والعاملين؟ + سيكون حرصي التام على ترسيخ نقطتين اثنتين، أعتبرهما هامتين جدا، هما الثقة والمسؤولية، مع العاملين في القناة. فبدون الثقة وروح المسؤولية وروح الانتماء لا يمكن أن نحقق الأهداف التي ننشدها. فالمطلوب هو أن تكون هناك غيرة على القناة، وألا يخجل الذي يشتغل داخل القناة من مشاهدتها في بيته. ترسيخ أجواء الثقة والمسؤولية والطمأنينة، ستكون من بين الأولويات داخل القناة، لكي يتمكن الجميع من الانخراط في العمل، بدون ضغوط أو إكراهات. أما أنا، فلستُ هو مدير القناة. المدير الفعلي هو المُشاهد.. فإذا صفق علينا المُشاهد وقال لنا بأن العمل الذي ننجزه جيد وفي مستوى تطلعاته، سنكون كلنا قد نجحنا في القناة. أما إذا قال لنا بأن ما نقدمه له ضعيف ورديء، سنكون قد رسبنا كلنا داخل القناة.