قال الخبير في مجال الدفاع العسكري بجامعة أكسفورد، صامويل رماني، إن المغرب يسير بوتيرة حثيثة نحو تطوير ترسانته العسكرية الجوية، بتوقيعه لعدد من صفقات التسلح التي تركز على اقتناء الأسلحة المتطورة والأكثر فاعلية، حسب موقع "Defense News" المتخصص في أخبار الدفاع والسلاح. وحسب ذات الخبير في تصريحه للموقع المذكور، فإن صفقات التسلح الجوي التي أبرمها المغرب مؤخرا، تركز على خاصيتين تُعرفان في المجال العسكري بتقنية التخفي، وتقنية الليزر، وهما تقنيتان تعتمدان على أسلحة جوية تمتلك قدرات التخفي من أجهزة الرصد، واستعمال الليزر لاستهداف الأهداف بدقة عالية. وأضاف رماني في هذا السياق، أن المغرب يعتمد في هذا النوع من التسلح على الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركيا، إضافة إلى إسرائيل، حيث قال بأن قرار المغرب باستئناف علاقاته مع إسرائيل في الشهور الأخيرة ساعد المملكة المغربية في الحصول على الأسلحة الجوية التي تمتاز بقدرات التخفي. وأشار تقرير "ديفنس نيوز" في هذا الصدد، إلى الصفقات التي أبرمها المغرب في هذا المجال، من بينها صفقة الحصول على طائرات مسيرة متطورة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وصفقة الحصول على طائرات مسيرة من تركيا، إضافة إلى امتلاكه لطائرات مسيرة من صنع إسرائيلي، وأسلحة أخرى تتميز بالاعتماد على أجهزة التخفي واستعمال الليزر المتطور لضرب الأهداف بدقة. وأضاف التقرير بأن توجه المغرب نحو تحديث ترسانته العسكرية يتماشى مع المصالح الأمريكية التي ترى من الأهمية أن يكون المغرب قويا عسكريا في منطقة شمال غرب إفريقيا من أجل مواجهة العديد من التهديدات، خاصة التهديدات الإرهابية. وما يشير إلى هذا الأمر، حسب ذات التقرير، هو الدعم الأمريكي حيث تُعتبر الولاياتالمتحدة المزود الرئيسي للمغرب بالأسلحة المتطورة، في السنوات الأخيرة بأكثر من 60 بالمائة، إضافة إلى توقيع المغرب والولاياتالمتحدة على خريطة طريق لمدة 10 سنوات في مجال التعاون الدفاعي من أجل تعزيز القدرات العسكرية والتدخلات البينية. وبالرغم من هذا التقارب المغربي الأمريكي، إلا أن ذلك لم يمنع المغرب، حسب التقرير، من تنويع مصادر الحصول على الأسلحة، حيث عقد العديد من الصفقات للحصول على أسلحة من دول أوروبية كفرنسا إضافة إلى تركيا والصين وروسيا. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن ما قاله خبير الدفاع، صامويل رماني، يتماشى مع الأحداث الأخيرة، حيث لوحظ في الشهور الماضية استخدام المغرب للطائرات المسيرة لأول مرة، وارتفاع فاعلية ودقة تدخلات الجيش المغربي، مثلما ظهر في عملية الاستهداف الدقيقة التي قام به لإنهاء حياة قائد كبير في جبهة البوليساريو الإنفصالية، والذي كان يشغل منصب "قائد الدرك"، ويسمى الداه البندير.