يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي بجهة طنجةتطوانالحسيمة وضعا غريبا قُبيل الانتخابات العامة التشريعية والجماعية والجهوية المقررة يوم 8 شتنبر المقبل، بسبب المشاكل التنظيمية التي والصراعات المستمرة بين قياداته المحلية والمركزية، وهو الوضع الذي ازداد غرابة عند حسم وكلاء اللوائح الانتخابية الذين يُنتظر أن يعلن عنه الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، اليوم السبت بشكل رسمي من إحدى فنادق طنجة، على الرغم من أن السخط الكبير الذي راكمه الاتحاديون ضد قراراته. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر سياسية، فإن لشكر حسم في اسم عبد القادر بن الطاهر، رئيس جماعة "حجر النحل" والمطرود من حزب العدالة والتنمية بإقليم طنجةأصيلة، وكيلا للائحة الانتخابات التشريعية على مستوى الدائرة الانتخابية لهذا الإقليم، والمثير في الأمر هو أن بن الطاهر لا زال متابعا من طرف القضاء لتورطه في العديد من قضايا الفساد بما في ذلك التزوير والتجزيء السري. واختار لشكر الرهان على بن الطاهر رغم أنه عمليا لا زال مهددا بالسجن، حيث إن قضيته المعروضة أمام القضاء والتي بلغت حد صدور أمر من النيابة العامة باعتقاله وإحالته على الحراسة النظرية سنة 2018، تتعلق ب"التزوير وخيانة الأمانة" بخصوص قيامه بإعداد وثيقة مزيفة حول نفسه بموجبها إلى وكيل لورثة شخص متوفٍ لبيع عقار مملوك لهم، قبل أن يفتضح أمره نتيجة وضع اسم أحد الإخوة ضمن الموقعين رغم أنه توفي قبل مدة من إنجاز الوثيقة، وهو السبب الذي أدى إلى طرده من حزبه السابق. والغريب في الأمر هو أن بن الطاهر، الذي سيمثل حزب الزعيم الاتحادي الراحل والوزير الأول لحكومة التناوب الأولى في تاريخ المغرب، عبد الرحمن اليوسفي، بمسقط رأسه مدينة طنجة، يملك تاريخا طويلا من الفضائح الأخرى، على غرار اتهامه بتزوير محضر دورة الميزانية في 2017، ثم إحداث تجزئات سرية على أراضي الجماعات السلالية والشروع في بيعها خارج القانون، الملف الذي يتابع بخصوصه منذ 2019. لكن هذا الأمر ليس الوحيد الذي أثار غضب الاتحاديين على لشكر، بل أيضا هوية وكيلة لائحة جهة طنجةتطوانالحسيمة للانتخابات التشريعية، حيث وقع اختياره على سلوى الدمناتي، التي لا تزال إلى حدود اللحظة تحمل صفة نائبة رئيسة مجلس الجهة باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، بل إنها أعلنت قبل أشهر فقط عن التحاقها بحزب الاتحاد الدستوري، قبل أن تقفز إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وما أثار سخط اتحادي الشمال، وخاصة النساء، هو أن الدمناتي حصلت على التزكية من الكاتب الأول للحزب بعد 24 ساعة فقط من التحاقها، الأمر الذي أغضب سيدات ظللن يحملن شعار "الوردة" لسنوات، وتحديدا في مدينة تطوان التي لوحت الكثير من اتحادياتها بالاستقالة في حال أصر لشكر اليوم على قراره.