قال وزير الخارجية البرتغالي، أغوستو سانتوس سيلفا، إن الخط البحري المباشر الذي سيربط بين البرتغال والمغرب ليس هدفه تعويض أي روابط بحرية أخرى، في إشارة إلى الموانئ الإسبانية، وذلك في تصريح إعلامي تقدم به خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الإسباني الجديد خوسي مانويل ألباريس يوم أمس الأربعاء. وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن الوزير البرتغالي الذي استقبل نظيره الإسباني الذي حل بلشبونة في أولى زياراته الرسمية بعد توليه لمنصب الخارجية الإسبانية خلفا لأرانشا غونزاليز لايا، كان واضحا بالتأكيد على أن البرتغال لا تريد استغلال الأزمة القائمة بين المغرب وإسبانيا. ولم يُشر الوزير البرتغالي إلى تاريخ محدد لإطلاق الخط البحري المعني الذي سيربط بين ميناء بورتيماو البرتغالي وميناء طنجة المتوسط في شمال المغرب، حيث أشار فقط إلى وجود اتفاق بين الرباطولشبونة على إطلاق خط بحري مباشر لتنقل المسافرين، دون أي تحديد لموعد انطلاق هذا الخط. وكان المغرب هو الذي اقترح على لشبونة إطلاق هذا الخط البحري، من أجل إضافة ممر بحري لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج بهدف التنقل إلى أرض الوطن خلال عملية عبور هذا الصيف، بعد إلغاء العملية مع إسبانيا بسبب الأزمة الديبلوماسية الحاصلة، إلا أنه مر الآن أكثر من شهر على إعلان اطلاق هذا الخط دون أي مؤشرات على قرب انطلاقه. وتحوم هناك شكوك بشأن امكانية إطلاق هذا الخط، بالنظر إلى الظرفية التي جاء فيها الاقتراح، ومرور الآن أكثر من شهر على الاتفاق بين المغرب والبرتغال على إطلاقه دون أن يحدث شيئا مع اقتراب عملية العبور، خاصة في ظل ارتفاع إصابات فيروس كورونا في البلدان الأوروبية والمغرب حاليا. كما أن تقرير إعلامي كانت قد نشرته صحيفة "أوروبا سور" الإسبانية أشار إلى وجه أخر من أوجه احتمالية عدم إطلاق الخط، ويتعلق بما صرحت به عمدة مدينة بورتيماو، إيسليدا غوميز، حيث قالت في تصريح صحفي، أن الحكومة البرتغالية لم تتخذ أي خطوة بشأن إطلاق الخط البحري المباشر مع المغرب منذ 3 أسابيع، ولم يعد أي أحد من المسؤولين في بورتيماو يعرف مصير الخط البحري. وأشار التقرير إلى وجود عامل اقتصادي مؤثر قد يقف في وجه إطلاق هذا الخط البحري، وقد أشارت إليه عمدة مدينة بورتيماو، إيسليدا غوميز، التي كانت في البداية قد رحبت باقتراح إطلاق الخط البحري المباشر، قبل أن تُعلن مؤخرا عن خمود حماسها بسبب أن الخط سيكون مخصصا لتنقل الجالية المغربية المقيمة بأوروبا نحو المغرب فقط. وأضاف المصدر ذاته نقلا عن ذات المسؤولة البرتغالية، أن مسؤولي بورتيماو كانوا يعتقدون أن هذا الخط سيكون مخصصا لتنقل الأشخاص والسياح بين البلدين، وأن السياح المغاربة سيتوجهون إلى بورتيماو للسياحة، وليس مخصصا فقط لعبور الجالية المغربية، مما سيجعل الاستفادة الاقتصادية غير كبيرة. وقالت إيسليدا غوميز، "إنه في حالة إذا لم يكن هناك مردود اقتصادي على مدينة بورتيماو، فإن المشروع لن ينجح، وبالنسبة لي فإن الموضوع قد أٌغلق ولم أعد مهتمة له"، وبالتالي فإن هذا العامل قد يلعب دورا حاسما في إلغاء المشروع قبل انطلاقه بين المغرب والبرتغال.