قالت صحيفة إلباييس الإسبانية، إن هناك ترقبا كبيرا في أوساط أصحاب القرار في إسبانيا، من رد الفعل المغربي، بعد قرار الحكومة الإسبانية السماح لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بالرحيل عن البلاد بعد أزيد من 40 يوما قضاها في مستشفى مدينة لوغرونيو حيث كان يتعالج من إصابته بفيروس كورونا المستجد. وأضافت الصحيفة المذكورة، أن الرباط تدرس الخطوة المقبلة التي ستخطوها في الأزمة القائمة حاليا مع مدريد، وهي الخطوة التي يُتوقع أن تكون رد فعل على إقدام إسبانيا بالسماح برحيل زعيم البوليساريو نحو الجزائر من أجل العودة إلى مخيمات تندوف مقر إقامته. وفي علاقة بذات الموضوع، قالت إلباييس، إن ممثلي الحزب الشعبي الإسباني، وعلى رأسهم الكاتب العام للحزب، تيودورو غارسيا إيخيا، اعتبر أن الحكومة الإسبانية اخطأت في قضية زعيم البوليساريو، وطالب باستقالة وزيرة الخارجية أرانشا لايا غونزاليز. وأضاف ذات المتحدث، بأن إسبانيا وجدت نفسها لوحدها في الأزمة مع المغرب، ولم تحظ بأي دعم دولي بالرغم من مساندة الاتحاد الأوروبي بشأن قضية تدفق الآلاف من المهاجرين المغاربة، من ضمنهم قاصرون، إلى مدينة سبتة، لكن في جوهر المشكل المتعلق بأزمة زعيم البوليساريو، فإن إسبانيا لم تلق أي تأييد إيخيا. وتجدر الإشارة إلى أن زعيم البوليساريو خرج مساء يوم أمس الثلاثاء من مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو، وتوجه إلى مدين بامبلونا حيث استقال هناك طائرة فرنسية خاصة خصصتها الجزائر لتنقيل زعيم البوليساريو إلى العاصمة الجزائرية، حيث وصل في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. وكان رحيل البوليساريو قد جاء بعد ساعات من الاستماع إليه من طرف قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، بشأن اتهامات موجهة إليه، تتهمه بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، مرفوعة من طرف جمعية حقوقية صحراوية وناشط صحرواي يدعى فاضل ابريكة. ورفض القاضي اتخاذ أي اجراءات احترازية أو اعتقال ابراهيم غالي، بدعوى عدم وجود دلائل تثبت تورطه في الجرائم المتهم بها، لتنظم بعد ذلك الجزائر بتنسيق مع إسبانيا عملية نقله، بعد إعلام المغرب وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الإسبانية. وكان المغرب قد حذر إسبانيا من خروج غالي دون أن تكون هناك محاكمة لجرائمه، وهو الأمر الذي يضع إسبانيا في حالة ترقب لرد الفعل المغربي، إذ لم يُصدر المغرب لحد الساعة أي بلاغ رسمي بشأن مغادرة زعيم البوليساريو للتراب الإسباني.