في خضم التوثر الذي تعيشه العلاقات بين الرباطومدريد، وجه زعيم الحزب الشعبي الاسباني، بابلو كاسادو، انتقادات شديدة لحكومة بيدرو سانشيز، بسبب استقبالها لزعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزيفة، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس عدم مراعات إسبانيا للمغرب، باعتباره شريكا تاريخيا واستراتيجيا بالنسبة لها. ونقلت تقارير محلية، عن زعيم الحزب الشعبي الاسباني، قوله "إن الحكومة الاسبانية لم يكن ينبغي لها أن تقلل من العواقب الوخيمة للأزمة التي ترتبت عن استقبال زعيم جبهة البوليساريو، واصفا تدبيرها للملف بغير المسؤول.
في ذات السياق، أبرزت "الباييس" الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، خلال زيارته الأخيرة لمدريد، طلب استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو بعدما تدهورت حالته الصحية، حيث جرى استقبال غالي في مطار سرقسطة في 18 من الشهر الماضي بهويته الحقيقية ثم جرى نقله تحت حراسة أمنية رسمية إلى مستشفى مدينة لوغرونيو وتم تسجيله بهوية مختلفة لأسباب أمنية محضة.
وتبرز "الباييس" استحضار "الأسباب الإنسانية" لاستقبال غالي، وتنقل عن مصادر أخرى غلبة المصالح الاستراتيجية مع الجزائر بحكم أن هذا البلد المغاربي هو المزود الأول لإسبانيا بالغاز. وترغب مدريد في الاستمرار في هذا الشأن وتفادي استيراده من روسيا التي حولت الغاز إلى سلاح جيوسياسي ضد دول الاتحاد الأوروبي.
واختارت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، اليوم ، الصمت مجددا، تجاه الغضب الدبلوماسي المغربي، من قضية استضافة مدريد، لزعيم البوليساريو، مكتفية بالقول أن بلادها لا تملك أي إضافات، عما قالته سابقا.
وفي المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية الكرواتي، بدت وزيرة الخارجية الإسبانية، قالت إنها "لن تضيف أي شيء" حول هذا الموضوع، دون مزيد من التفاصيل، ورغم ذلك سألتها صحفية عما تنوي فعله لتهدئة "شركائنا المغاربة". وردت أرانشا غونزاليس بالقول "إن إسبانيا على اتصال دائم بالسلطات المغربية".
وكانت الخارجية المغربية قد وصفت في بيان لها استقبال السلطات الإسبانية زعيم البوليساريو، بأنه "ليس مجرد إغفال بسيط، وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لإسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به، وسيستخلص منه كل التبعات".
وكانت إسبانيا قد سمحت لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بدخول أراضيها بجواز سفر جزائري مزور تحت اسم محمد بن بطوش، في الوقت الذي تتهم فيه منظمات حقوقية إبراهيم غالي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.