يسود ترقب كبير في المغرب وإسبانيا حول مجريات الاستماع لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، من طرف المحكمة الوطنية لمدريد، التي بدأت أطوارها صباح اليوم الثلاثاء، حيث ينتظر المتتبعون ما الذي سيقرره قاضي المحكمة، سانتياغو بيدراز، وسط تحولات متواصلة بين المغرب وجارته الإسبانية. وبخصوص مستجدات الأزمة بين البلدين صباح اليوم، مع انطلاق الاستماع لزعيم البوليساريو عن طريق تقنية الفيديو، حيث لازال يرقد في مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو، فإن المغرب يبدو أنه يلعب هذه المرة أوراقه بذكاء وسط تراجع في نبرة مدريد التي تتسم بالليونة، وفق ما أبرزته عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية. ووفق ذات المصادر، فإنه بعد التصعيد الكبير من طرف المغرب في بلاغات وزارة الخارجية المغربية يوم أمس الإثنين، فإن هناك إشادة من طرف عدد من الصحف الإسبانية صباح اليوم بالتحرك المغربي الأمني للتصدي لأي محاولات اقتحام لمدينة سبتة، وهو ما يشير إلى أن المغرب لا يريد هذه المرة أن يترك أي ثغرة يُمكن لإسبانيا من خلالها أن "تُحول" محور الأزمة الحقيقي مثلما حدث في الأسبوعين الماضيين. ويبدو أن هذه الخطوة المغربية لعدم استعمال ورقة الهجرة للضغط على إسبانيا، قد أعطت أكلها لدى دوائر القرار الإسبانية، حيث صرح وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، للإذاعة الوطنية الإسبانية، بضرورة تحسين العلاقة مع المغرب بالطرق الديبلوماسية، مشيرا إلى أن المغرب يُعتبر شريكا مهما لبلاده. وبشأن مصير زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بخصوص هل سيتم السماح له بالعودة من حيث أتى أم لا، قال وزير الداخلية الإسبانية، أن القضية حاليا في يد القضاء الإسباني، ودعا إلى احترام قرار القاضي سانتياغو بيدراز كيفما كان نوعه حين إصداره. ومن جانبه، قال موقع قناة "لا سيكستا" الإسبانية، إن زعيم البوليساريو، أنكر خلال جلسة الاستماع، جميع التهم الموجهة إليه، ونفى أن يكون قد ارتكب جرائم إبادة جماعية أو الاختطاف والتعذيب في حق الأشخاص الذين يتهمونه بهذه الجرائم. ويواجه إبراهيم غالي تهما تشير إلى ارتكابه جرائم ضد حقوق الإنسان، في حق مواطنين صحراويين يحملون الجنسية الإسبانية، حيث تتهمه جمعية صحراوية بارتكاب جرائم القتل في حق العديد من الصحراويين، تصل إلى إبادات جماعية، إضافة إلى تهمة موجهة إليه من طرف ناشط صحراوي يدعى فاضل بريكة، يتهمه باحتجازه وتعذيبه. هذا ويرى متتبعون، أن القضاء الإسباني سيستمع إلى زعيم "البوليساريو"، لكن يستبعد الكثيرون أن تقود هذه المحاكمة إلى اعتقاله أو إدانته بشأن الجرائم المتهم بها، حيث كشفت الصحافة الإسبانية عن قيام الحكومة الإسبانية بإعطاء ضمانات للجزائر بدخول غالي وخروجه من إسبانيا دون أي اعتقال. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المغرب حذر إسبانيا من خروج إبراهيم غالي من إسبانيا كما دخل، حيث أكد على أن هذه الخطوة ستزيد من تصعيد التوتر بين البلدين، وهو ما سيدفع إسبانيا على الأرجح للقيام بمحاكمة صورية لزعيم البوليساريو ثم السماح له بالعودة إلى تندوف.