كشفت قضية إدخال زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي للعلاج في إسبانيا، حقيقة "التصدع" الكبير الذي تعيشه الحكومة الإسبانية، حيث ذكرت تقارير إعلامية إسبانية نقلا عن مصادر ديبلوماسية، أن بعض أعضاء الحكومة لم يكن لديهم أي علم بقرار إدخال غالي لإسبانيا. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية نقلا عن مصادر خاصة، أن قرار إدخال زعيم "البوليساريو" كان في الأصل قرار رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وهو القرار الذي كان مُدعما من طرف وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليز لايا. وأضاف ذات المصدر، أن العضو الحكومي الأخر الذي كان في علمه القرار، هو وزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، لكن الأخير كان رأيه مُخالفا لسانشيز ولايا، حيث حذرهما من عواقب إدخال غالي إلى إسبانيا على العلاقات مع الجار المغربي. غير أن رئيس الحكومة ووزير خارجيته كانا يُعولان على إتمام الأمر بشكل سري. المثير في الأمر، حسب ذات الصحيفة الإسبانية، أن وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، لم يكن لديها أي علم بعملية إدخال زعيم الجبهة الانفصالية "البوليساريو" إلى إسبانيا، كما لم تتلقى أي معلومات بشأن استخدام القاعدة العسكرية لمدينة سرقسطة لإنزال غالي ونقله إلى المستشفى، رغم أنها وزيرة معنية بالأمر. وقالت الصحيفة الإسبانية، أن المخابرات الإسبانية CNI، كانت مطلعة بالعملية، وقد حذر رؤسائها الحكومة الإسبانية من قرار إدخال زعيم البوليساريو، إلا أن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ووزيرة الخارجية أرانشا غونزاليز لايا، وافقا على إدخاله بالرغ من كل التحذيرات. وأضافت "أوكي دياريو"، أن تحذيرات المخابرات الإسبانية كانت مبنية على أساس أن المخابرات المغربية ستعرف بالعملية رغم سريتها. وبالتالي ذلك ما حدث حيث كشفت مصادر مطلعة ل"الصحيفة"، أن المخابرات المغربية هي التي سربت معلومات وصول غالي إلى إسبانيا لمجلة "جون أفريك" الفرنسية. وتواجه الحكومة الإسبانية اليوم بقيادة بيدرو سانشيز، انتقادات لاذعة في الداخل الإسباني، حيث حملته المعارضة مسؤولية الأزمة الحالية مع الرباط، واعتبرت المعارضة أن الاخطاء "الديبلوماسية" التي ارتكبتها حكومة سانشيز هي سبب ضعف إسبانيا على المستوى الخارجي الآن. وزاد المغرب من جرعة التصعيد مع إسبانيا، في الأيام الأخيرة، حيث حذر الحكومة الإسبانية من مغبة السماح لزعيم البوليساريو بالخروج من إسبانيا بنفس الطريقة التي دخلها، حيث أن هذا الأمر سيرفع من حدة التوتر بين البلدين.