لم تُظهر جبهة "البوليساريو" الانفصالية أي ارتياح لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الصادرة أمس الاثنين، بخصوص عدم وجود جديد فيما يتعلق بالإعلان الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمعترف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، وهو ما يؤكده تعميمها "تعليمة" توصي بعدم التفاعل مع تلك التصريحات، الشيء الذي طبقته عمليا "وكالة الأنباء الصحراوية" المنبر الإعلامي الرسمي للجبهة. وحصلت "الصحيفة" على مراسلة تحمل ختم وتوقيع عضو أمانة الجبهة محمد سالم ولد السالك، باعتباره "وزير الشؤون الخارجية" لما تعتبره البوليساريو "الجمهورية العربية الصحراوية"، موردة أن العديد من وسائل الإعلام، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي تناولت بإسهاب تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية حول النزاع الصحراوي وموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية منه"، وتابعت "إن وزارة الشؤون الخارجية الصحراوية" تطلب من الجميع "الامتناع عن التعليق" على هذا التصريح. ولم تنشر جبهة البوليساريو بشكل رسمي هذه "التعليمة" التي تحمل تاريخ 22 فبراير 2021، باعتبارها مراسلة داخلية موجهة للجهات التابعة لها داخل مخيمات تندوف، غير أن "الصحيفة" تحققت من أثرها من خلال معاينة تفادي المنابر الإعلامية الرسمية للجبهة التطرق لهذا الموضوع، بما في ذلك "وكالة الأنباء الصحراوية" التي تعامل مع تلك التصريحات وكأنها لم تصدر. وتمثل هذه الخطوة مؤشرا على أن تصريحات الخارجية الأمريكية جاءت معاكسة لما كانت تطمح له جبهة "البوليساريو" التي كانت تلقي آمالا كثيرة على إدارة الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن للتراجع على الإعلان الرئاسي الذي وقعه سلفه الجمهوري، وتنضاف إلى خطوة أخرى رصدتها "الصحيفة" مؤخرا والتي تتمثل في إزالة الخط الفاصل بين الأقاليم الصحراوية وباقي التراب المغربي على خرائط موقع السفر الحكومي الأمريكي، ما يعني عمليا الاستمرار في تنزيل قرار الاعتراف بمغربية الصحراء. وكان المتحدث باسم خارجية واشنطن قد أورد أمس في مؤتمر صحفي أنه "لا جديد بعد فيما يتعلق بمراجعة إدارة الرئيس جو بايدن للسياسة الأميركية تجاه الاعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب"، وفق تعبيره، مضيفا أن بلاده تدعم "الجهود الأممية لتحقيق السلام في هذا الصراع الطويل". وحملت التصريحات إشارات صريحة إلى استمرار اعتبار الصحراء جزءا من النطاق الترابي المغربي، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "سنواصل دعم مسار الأممالمتحدة لتطبيق حل عادل ودائم لهذ الخلاف الطويل الأمد في المغرب، وسندعم عمل بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ومراقبة وقف النار وتفادي العنف في المنطقة". وفي تذكير بالارتباط الموجود بين إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب من جهة وبين الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، قال المسؤول الأمريكي "نرحب بالخطوات الجديدة التي يتخذها المغرب لتحسين العلاقة مع إسرائيل"، مشددا على أن "العلاقة بين البلدين سيكون لها فوائد للدولتين على المدى الطويل".