المخاوف التي توقعها الفاعلون في القطاع السياحي بشمال المغرب، في الأسابيع الماضية، بخصوص ركود القطاع السياحي بالمناطق الساحلية الشمالية هذا الصيف، تحققت على أرض الواقع بعد مناسبة عيد الأضحى، نتيجة للظروف الراهنة في المغرب المتأثرة بتداعيات فيروس كورونا المستجد. وحسب ما رصدته "الصحيفة" في حديث مع عدد من الفاعلين السياحيين في طنجةوتطوان، فإن أصحاب المشاريع السياحية، كانوا يأملون في انتعاشة طفيفة في هذا القطاع بعد عيد الأضحى، بقدوم المصطافين على غرار السنوات السابقة من مختلف مناطق المغرب لإنعاش القطاع، رغم أنه كان أملا ضعيفا. ووفق ذات المصادر، فإن الواقع اليوم، يكشف حقيقة المخاوف السابقة، التي كانت تشير إلى أن القطاع السياحي في شمال المغرب بالخصوص، سيتكبد خلال صيف 2020 خسائر كبيرة نتيجة غياب المصطافين الذين يُعتبرون المُنعش الأول للقطاع بهذه المناطق. ويرى المهتمون بالقطاع السياحي في شمال المغرب، أن قرار إغلاق المدن الثمانية في المغرب، وأبرزها مدن تطوانوطنجة، لعب دورا هاما في منع أي انتعاش مرتقب لحركة الاصطياف في المناطق السياحية الشمالية، وتبقى عمالة المضيقالفنيدق وسواحل إقليمشفشاون أكثر الخاسرين. وتعيش هذه المناطق بعد 3 أيام من مناسبة عيد الأضحى، على وقع ركود حاد، نتيجة عدم قدوم المصطافين من مناطق مغربية أخرى، واكتفت بالمصطافين المحليين الذين يقدمون من المدن القريبة، محدثين حركة اصطيافية ضعيفة لا يُمكن أن تعوض الخسائر المتوقعة في القطاع. وتعتمد المناطق الساحلية السياحية في شمال المغرب، خاصة المدن الصغيرة، مثل مرتيلوالمضيقوالفنيدق والحسيمة وقرى شفشاون، على حركة الاصطياف الصيفي، لإحداث الانتعاش الاقتصادي الذي يمتد أثاره إلى فصل الشتاء، وبالتالي فإن ركود هذا القطاع هذا الصيف يُنذر بأزمات اقتصادية في هذه المناطق تمتد أثارها إلى فصل الشتاء وما بعده. هذا ويرى المتتبعون للوضع الوبائي في المغرب، أنه في ظل استمرار انتشار وباء كورونا وتسجيل إصابات يومية بالفيروس، فإن جميع القطاع يُتوقع أن تعرف تأثرا كبيرا من الناحية الاقتصادية، وبالتالي لا يُتوقع أي انتعاشة في أي قطاع خلال الشهور المقبلة. ويضيف هؤلاء، أن على الدولة أن تبدأ في التفكير في الفئات الاجتماعية المغربية، التي ستكون هي أول من سيدفع ثم هذا الركود الاقتصادي في مقبل الشهور.