استقبل عدد كبير من أصحاب المشاريع السياحية "المعيشية" في شمال المغرب، نبأ تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد لشهر آخر، بنوع من الحسرة، لما يتوقعونه من تأثير إجراءات الطوارئ على الرواج السياحي في المناطق الساحلية التي تمتد من طنجة إلى غاية السعيدية. ووفق هؤلاء، فإن تمديد حالة الطوارئ الصحية، سيمنع نسبة هامة من المصطافين الذين يقيمون في المنطقة رقم 2 من التنقل إلى شمال المغرب لقضاء عطلة الصيف، وبالتالي تراجع أعداد المصطافين وما يرافقه من تراجع المدخول المالي من حركة الاصطياف. ويُعتبر أصحاب المشاريع السياحية "المعيشية"، هم المواطنون الذين يكترون منازلهم، أو غرف من منازلهم للمصطافين، وأصحاب المقاهي والمطاعم الشعبية، والذين يعتمدون على انتعاش حركة الاصطياف من أجل الحصول على مداخيل مالية مهمة تُعينهم على تجاوز ركود الرواج الاقتصادي في فصل الشتاء. ومناطق مثل الفنيدق والمضيق ومرتيل وواد لاو وسطيحات والجبهة والحسيمة والسعيدية، وعدد من المناطق الساحيلية الأخرى في شمال المغرب، من أبرز المناطق التي تحتوي على مشاريع سياحية معيشية، يستفيد أصحابها خلال فصل الصيف من حركة الاصطياف بشكل كبير، في حين يُعانون من ركود حاد في باقي الفصول. يقول خالد وهو أحد سكان منطقة واد لاو الساحلية التابعة لإقليم تطوان في حديث مع الصحيفة، "أنا أمتلك منزلا من طابقين، أعيش في الطابق الأعلى وأكتري الطابق السفلي في فصل الصيف للمصطافين، وأستيعن بمدخول الصيف لتجاوز الشهور الصعبة في فصل الشتاء، لكن هذا العام يبدو أن حركة الاصطياف ستكون ضعيفة". ويضيف ذات المتحدث "المصطافون الذين حلوا بواد لاو إلى غاية أمس الخميس يُعتبر ضعيفا جدا مقارنة بالسنوات الماضية، كما أن ضعف الإقبال على كراء المنازل والشقق أسقط الأسعار إلى مستويات كبيرة، وبالتالي لا نتوقع أن تكون هناك استفادة مالية كبيرة هذا الموسم، خاصة مع تمديد حالة الطوارئ لشهر كامل". غير بعيد عن منزل خالد، يمتلك مصطفى مطعما للأكلات الشعبية وسط واد لاو، بدوره يتوقع أن يكون لتمديد الطوارئ تأثير على حركة الاصطياف ونشاطه الاقتصادي حيث قال للصحيفة" لازالت الحركة الاقتصادية ضعيفة منذ عودتها للعمل، ولا نتوقع أن تنتعش بشكل كبير هذا الصيف، خاصة أن تمديد حالة الطوارئ سيمنع العديد من الأسر للانتقال والقدوم إلى واد لاو، والشمال عموما لقضاء عطلة الصيف". وأضاف مصطفى في هذا السياق " فصل الصيف يُعتبر فرصتنا المهمة من أجل الاستفادة من الرواج الذي يخلقه المصطافون، ففي الفصول الأخرى تكون الحركة ضعيفة، كما أن فيروس كورونا والحجر الصحي زاد وسيزيد من معاناتنا هذه السنة". ويرى عدد من المهتمين بالشأن السياحي في شمال المغرب، أنه إضافة إلى تمديد حالة الطوارئ الصحية، فإن عوامل أخرى قد تلعب دورا في تراجع النشاط السياحي بشمال المغرب هذه السنة، ومن أبرزها عيد الأضحى الذي لم يبقى له سوى أيام معدودة، إضافة إلى أن الدخول المدرسي سيكون مبكرا هذا العام، الأمر الذي يُتوقع أن يُربك حركة الاصطياف هذا الموسم بشكل كبير.