استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، صباح اليوم، الأربعاء، بقصر "قرطاج"، بالعاصمة تونس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حاملا رسالة شفوية من الملك محمد السادس. وفي الوقت الذي أكد بلاغ صدر بعد اللقاء بين الرئيس التونسي، قيس سعيد، ووزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن محور الرسالة الملكية "تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطويرها، وكذلك بالوضع الإقليمي والدولي"، أشارت مصادر صحافية تونسية ل"الصحيفة" أن اللقاء تمحور تحديدا حول دعم المسار السياسي في ليبيا، والتطورات الأخيرة التي أفضت إلى تعقد الوضع في ظل التدخل الأجنبي في هذا البلد المغاربي. وأكدت ذات المصادر التونسية، أن رسالة الملك محمد السادس إلى الرئيس التونسي جاءت في هذا السياق لبلورة تصور مغاربي موحد بعيدا عن التكتلات الدولية، التي أدخلت ليبيا في حالة من الفوضى الذي تهدد المنطقة برمتها. ولم تستبعد مصادر "الصحيفة" أن تكون "مبادرة القاهرة" التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت محور اللقاء الذي جرى بين الرئيس التونسي ووزير الخارجية المغربي، حيث سبق للمغرب أن عبر عن دعمه لحكومة الوفاق، ومبادرة "الصخيرات" كأرضية سياسية متوافق عليها دوليا وكانت برعاية الأممالمتحدة، وهو ما تميل إليه أيضا الجمهورية التونسية، برئاسة الرئيس قيس سعيد وأهم الكتل السياسية في البرلمان التونسي. وكان الرئيس التونسي، قد أكد في اتصال سابق مع فايز السراج، دعمه لحكومة الوفاق مشيرا إلى أن "أي تصريح يخالف الموقف التونسي الرسمي لا يجب أن يشوش على العلاقة المتينة والعميقة بين البلدين الشقيقين"، وفق بيان لمكتب السراج. هذا في الوقت الذي أبدى المغرب رفضه لأي اتفاق جديد يخص الأزمة الليبية، مؤكدا أن الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية هو المرجعية الأساسية لأي حل سياسي في ليبيا. جاء ذاك في اتصال أجراه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وزير الخارجية الليبي بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، الأحد الماضي. وأكد بوريطة أن اتفاق الصخيرات هو "المرجعية لأي حل في ليبيا"، وبذلك تكون المملكة المغربية رافضة ل"مبادرة القاهرة" التي أعلن عنها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، من جانب واحد، والتي دعمتها الإمارات والسعودية، في حين تحفظت عليها الدول المغاربية، وهي الجزائروتونس وكذا المغرب. هذا، وأشارت الخارجية الليبية عبر بلاغ نشرته على صفحاتها الرسمية، أن بوريطة تواصل مع وزير الخارجية الليبي لدعم مبادرة الصخيرات كحل "سياسي واقعي"، كما اتفق الجانبان على "ضرورة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين". ويبدو أن المغرب يحاول دعم المبادرة التي جرت على أرضه بدعم من الأممالمتحدة والتي كانت باتفاق ليبي - ليبي بعد أزيد من سنة ونصف من التفاوض في منتج الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط، على خلاف الاتفاقات التي ظهرت خلال السنتين الماضييتين، وكان آخرها "مبادرة القاهرة" والتي صيغة من طرف أطراف دولية وفق أجندات سياسية.