محمد بودويرة رفض المغرب مبادرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لحل الأزمة الليبية، والتي دعمتها الإمارات والسعودية، وتحفظت عليها الدول المغاربية. واعلنت وزارة الخارجية الليبية، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية محمد الطاهر سيالة. وأكد بوريطة أن اتفاق الصخيرات هو "المرجعية لأي حل في ليبيا"، وبذلك تكون المملكة المغربية رافضة ل"مبادرة القاهرة" التي أعلن عنها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، من جانب واحد، والتي دعمتها الإمارات والسعودية، في حين تحفظت عليها الدول المغاربية، وهي الجزائر وتونس وكذا المغرب. وفي المقابل، أشارت الخارجية الليبية عبر بلاغ نشرته على صفحاتها الرسمية، أن بوريطة تواصل مع وزير الخارجية الليبي لدعم مبادرة الصخيرات كحل "سياسي واقعي"، كما اتفق الجانبان على "ضرورة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين". وأكد وزير الخارجية الليبي، محمد الطاهر سيالة، أنه قد أطلع نظيره المغربي على آخر التطورات الميدانية والسياسية بعد تحرير قوات حكومة الوفاق مدينة ترهونة دون إراقة دماء. المحلل السياسي محمد الزهراوي ، قال ان الموقف المغربي يعبر من خلاله عن رفضه لإعلان القاهرة بشأن ليبيا، لاسيما وأن هذا الإعلان أغفل اتفاق الصخيرات الذي يعتبره مرجعيا، وأي استبعاد لهذا الاتفاق بالنسبة للمغرب هي محاولة لتهميشه وتقزيم دوره إقليميا ودوليا. و اعتبر ذات المحلل السياسي، ان اصطفاف وانخراط المغرب في المحور الداعم لحكومة الوفاق بعد التردد والغموض الذي شاب الموقف المغربي في الآونة الأخيرة لاسيما بعد مؤتمر برلين، يؤشر على العودة لدعم حكومة السراج ومحاولة الدخول في تحالفات جديدة. و اشار الى ان تموقع المغرب بشكل صريح على النقيض من محور الامارات ومصر، خاصة في ظل استمرار التنافس الإقليمي وصراع المحاور بسبب تباعد المواقف ومحاولة الاستفراذ بإدارة الملف الليبي بطريقة استفزازية من طرف بعض الدول الخليجية الصغيرة. و خلص الى أن المغرب قطع حبل الود تجاه بعض الفاعلين المحليين الموالين لبعض الأطراف الاقليمية، إذ تحاول المملكة بدورها التوقيع على نهاية الجنرال حفتر سياسيا بعد الهزائم الميدانية التي تلقاها مؤخرا، كرد فعل على إعلانه إسقاط اتفاق الصخيرات. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أعلن السبت، عن مبادرة لحل الأزمة الليبية تتضمن إعلانا دستوريا وتفكيك الميليشيات وإعلان وقف لإطلاق النار. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك عقده في القصر الرئاسي في القاهرة مع قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إن المبادرة ستكون ليبية ليبية وتحمل اسم "إعلان القاهرة".