لم يتأخر الرد الرسمي المغربي على المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من القاهرة لحل الأزمة في ليبيا حيث سرعان ما عبرت الرباط على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة عن رفضها الصريح للمبادرة المصرية . الموقف المغربي الرافض للمبادرة التي دعمتها الإمارات والسعودية جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة الذي عبر في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة عن رفض المغرب الصريح لأي اتفاق جديد يخص الأزمة الليبية، مؤكدا على أن الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات هو المرجعية الأساسية لأي حل سياسي في ليبيا. وتعمد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي خلال طرح مبادرة بلاده لحل الأزمة الليبية، ذكر اتفاق "الصخيرات" السياسي، رغم تطرقه إلى الاتفاقيات الدولية المنعقدة في برلين وروما وأبو ظبي. المحلل السياسي والخبير العسكري، محمد شقير، يرى أن المبادرة المصرية غير الواضحة المعالم لاتعدو أن تكون سوى محاولة من القاهرة للتموقع في أي مفاوضات مستقبلية بعدما أدركت أن الأمور على الساحة العسكرية لم تعد في صالح حفتر . وأوضح شقير في تصريح خص به موقع "نون بريس" أن مبادرة السيسي جاء نتيجة لتسارع التطورات العسكرية على الأرض بعد الهزائم التي تلقاها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في طرابلس وترهونة وبسط قوات حكومة الوفاق الليبية سيطرتها على كامل الغرب الليبي . وأضاف المتحدث أن مصر تحاول عبر المبادرة الدبلوماسية جني مكاسب سياسية مستقبلا في حالة ما قررت الأطراف المتحاربة الجلوس لطاولة الحوار مستغلة في ذلك قربها الجغرافي من ليبيا ووقوفها لجانب حفتر عسكريا بعد الإمارات والسعودية . وشدد المحلل السياسي على أن الأطراف الدولية والإقليمية مقتنعة بأن اتفاق الصخيرات يبقى هو الأرضية الوحيدة التي يمكن اعتمادها في أي حوار لحل الأزمة الليبية على اعتبار أنه وضع "خارطة طريق" واضحة للإنهاء للصراع باعتماد تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية وهيئة تشريعية. وبخصوص موقف المملكة من الصراع الدائر في ليبيا أكد شقير أن تعاطي الدبلوماسية المغربية مع الأزمة الليبية ووقوفها إلى جانب الشرعية أثبت بما لايدع مجالا للشك رجاحة وواقعية الموقف المغربي في التعامل مع ملف بد ينتمي إلى الفضاء المغاربي. يذكر أن مبادرة السيسي قوبلت برفض شديد من قبل أغلب الأطراف الليبية، حيث ما علّق رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري على المبادرة المصرية، قائلا: "لا يمكن الاعتراف بأي مبادرة لا تستند إلى الاتفاق السياسي (اتفاق الصخيرات)".