يقود الحزب الشعبي اليميني الذي يتزعم المعارضة البرلمانية في إسبانيا، عملية "مساومة" من أجل الضغط على المغرب لإعادة المهاجرين غير النظاميين، بمن فيهم القاصرون، ضمن الرحلات الاستثنائية التي ستنظم لإعادة العالقين المغاربة بمدينة سبتةالمحتلة، وهو الأمر الذي حاول أن يفرضه أيضا بمدينة مليلية. وتأجلت عملية إعادة المغاربة العالقين بسبتة بسبب الحكومة المحلية التي يقودها الحزب الشعبي والتي تضم في صفوفها أعضاء حزب "فوكس" اليميني المتطرف، وذلك بعد ما وضعت هذه الأخيرة أسماء مجموعة من المهاجرين غير النظاميين، أغلبهم قاصرون، ضمن اللائحة الأولى للأشخاص المرشحين للعودة إلى المغرب، وهو ما تفطنت إليه السلطات المغربية وفق ما كشفت عنه ل"الصحيفة" مصادر ديبلوماسية، والتي قالت إن المغرب أوقف العملية مؤقتا. وتتقاطع هذه المعطيات مع ما نشرته وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" أمس الأحد، التي قالت إن رئيس الحكومة المحلية اليمينية في سبتة، خوان بيباس، تواصل مباشرة مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز حول موضوع إعادة المغاربة العالقين، حيث طالبه بإعطاء الأولية ل146 شخصا وضعت حكومته أسماءهم ضمن لائحة طلبت تسليمها إلى الرباط. وتؤكد معطيات "الصحيفة" أن بيباس أراد استغلال هذه الفرصة من أجل تحقيق هدفه الذي سبق أن أعلنه عدة مرات، والمتمثل في إخلاء المدينة من المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوها عبر الجانب المغربي من الحدود، وهو الأمر الذي صار على رأس أولوياته خلال جائحة كورونا، حيث يعتبر أن المهاجرين غير النظاميين بالإضافة إلى ما يصفه ب"الحصار" المغربي، يكملان الثالوث المهدد لاقتصاد المدينة إلى جانب الوباء. وفي 30 أبريل الماضي، وخلال مشاركته في جلسة برلمانية بمجلس الشيوخ الإسباني، انتقد بيباس الحكومة الاشتراكية بخصوص ما اعتبره "صمتها" تجاه تدفقات المهاجرين السريين، خاصة القاصرين، القادمين من المغرب، معتبرا أنها لا تتعامل ب"الصرامة اللازمة" مع الرباط بهذا الخصوص، كما دعا إلى الضغط على المغرب لإعادة هؤلاء المهاجرين خلال هذه الظرفية. وكان الحزب الشعبي قد حاول فرض الأمر نفسه في مدينة مليلية، إلا أن موقعه كحزب معارض هناك لم يسعفه للعب ورقة المهاجرين غير النظاميين بقوة، لكن ذلك لم يمنعه من مطالبة وزيرة الخارجة، أرانتشا غونزاليس لايا، عبر فريقه البرلماني، إلى انتهاز فرصة إعادة المغرب ل200 من مواطنيه العالقين بالمدينة لمطالبته بإعادة المهاجرين غير النظاميين أيضا.