في واحدة من أكثر خرجاته حدة تجاه سلطة مدريد المركزية، هاجم رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة، خوان خيسوس بيباس، الحكومة الإسبانية، متحدثا في جلسة برلمانية عن معاناة المدينة من فيروس كورونا المستجد ومن قرار الرباط إغلاق حدودها التجارية مع المدينة، بالإضافة إلى تدفقات المهاجرين غير النظاميين، معتبرا أن هذا الأمر كان يتطلب “ردا على المغرب”. وخلال مداخلته في الجلسة العامة لممثلي المجتمعات ذاتية الحكم في إسبانيا، والذي جرت اليوم الخميس بمجلس الشيوخ، الغرفة الثانية للبرلمان الإسباني، اتهم بيباس المنتمي للحزب الشعبي اليميني، حكومة بيدرو سانشيز التي يقودها غريمه الحزب العمالي الاشتراكي، ب”التقاعس” في مواجهة موجهة الهجرة غير النظامية التي عرفتها سبتة قُبيل ظهور وباء كورونا، والتي يعتبرها سببا في تعقيد الأزمة. وأورد بيباس أن سبتة شهدت وصول أعداد هائلة من المهاجرين غير النظاميين، والذي كان عليها التعامل معهم بعد فرض حالة الطوارئ بسبب جائحة كورونا، معتبرا أن الحكومة المركزية كان عليها “الرد” على المغرب قبل وصول الأمور إلى هذا الحد، حيث يعتبر السياسي اليميني أن الحكومة الإسبانية الحالية لا تتعامل ب”صرامة” مع ملف الهجرة السرية. وتطرق رئيس الحكومة المحلية لسبتة ل”معاناة” سكان هذه المدينة من الجائحة ومع إغلاق الحدود مع المغرب، معتبرا أن هذه الخطوة أثرت بشكل كبير على اقتصاد المنطقة الذي كان يقوم على المبادلات التجارية مع جيرانها، الأمر الذي دفعه إلى مطالبة الحكومة بإيلاء أهمية أكبر لدعمها قائلا إنها “أضحت على المحك”. ومضى المسؤول الإسباني أبعد منذ ذلك حين خاطب الوزيرة المكلفة بالسياسات الإقليمية قائلا “أدعوكم للعمل على حل هذه المشاكل لأن الأمر يتعلق بالتزام أخلاقي ودستوري”، مذكرا إياها بتنصيص الدستور على “وحدة الأراضي الإسبانية”، في تلميح إلى أن الحكومة المركزية تتعامل مع هذه المدينةالمحتلة وكأنها ليست جزءا من إسبانيا. ويمني الفاعلون الاقتصاديون بسبتة النفس بإعادة فتح الحدود مع المغرب، بما يسمح بعودة نشاط التهريب المعيشي والمبادلات التجارية، وهو الأمر الذي كانت منعته الرباط خلال الشهور التي سبقت الجائحة، قبل أن تغلق الحدود بشكل نهائي في إطار الإجراءات الاستثنائية الهادفة لمواجهة الوباء، ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين إسبان فإن موعد إعادة فتح المعبر الحدودي لم يُحدد بعد من طرف الجانب المغربي.