يستعد حزب "فوكس" اليميني المتطرف لجر حكومة بيدرو سانشيز الاشتراكية إلى المساءلة البرلمانية عقب إعلان وزيرة الخارجية أرانتشا غونزاليس لايا عن تخصيص مدريد لحزمة دعم للمغرب ولمجموعة من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمساعدتها على تخطي أزمة كورونا، حيث يستغرب الحزب القيام بهذه الخطوة في ظل وجود إسبانيا في صدارة الدول التي تعاني من الجائحة. وستتولى النائبة البرلمانية عن دائرة سبتةالمحتلة، تيريزا لوبيز، مساءلة الحكومة المركزية حول هذه الخطوة خلال الجلسة العامة لمجلس النواب المقرر عقدها يوم الخميس المقبل، وفق ما كشفت عنه تقارير إعلامية إسبانية، والتي أوردت أن حزب "فوكس" يرغب من خلال هذه الخطوة في التعرف على تفاصيل الدعم الموجه للمغرب. ويستند الحزب، الذي يعد ثاني أكبر قوى المعارضة داخل الغرفة السفلى للبرلمان الإسباني بعد الحزب الشعبي، في التعرف على المبلغ الإجمالي المخصص لهذه المساعدات، كون أن وزير الشؤون الخارجية لم تكشف عنه خلال إعلانها عن الخطوة، كما يرغب في الحصول على المعلومات المفصلة عن هذا الدعم بما في ذلك القائمة الكاملة للدول المستفيدة، وتوقيت تسلمها للمساعدات وكل الإجراءات المتخذة في هذا الصدد. وكانت غونزاليس لايا قد أعلنت بتاريخ 26 مارس 2020 أن الحكومة الإسبانية تعمل مع المفوضية الأوروبية من أجل إيصال الدعم ل"الجيران الجنوبيين، من أجل مساعدتهم على تخطي الوباء"، موردة أن الدول المعنية هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان والأردن وفلسطين"، مبرزة أن هذه الخطوة تأتي في إطار "التزام إسبانيا بالشراكة المتميزة التي تجمعها بجيران أوروبا جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط". ولا تنظر مجموعة من القوى اليمينية الإسبانية بعين الرضى لهذه الخطوة، على اعتبار أن بلادهم أحوج بأي مبلغ مالي في الظرفية الراهنة المتسمة بالخصاص الكبير في التجهيزات الاستشفائية والمعدات الطبية، بما فيها الكمامات والقفازات، ويستند هؤلاء إلى الأرقام الرسمية لوزارة الصحة التي تضع إسبانيا في الرتبة الثانية عالميا من حيث عدد الإصابات بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية بأزيد من 135 ألف حالة.