لا تزال التساؤلات حول موعد معاودة فتح الحدود بين المغرب وإسبانيا تطارد الحكومة الإسبانية، غير أن قرار الرفع التدريجي للإجراءات الصحية الاستثنائية الذي اتخذته مدريد أمس الأحد جعل الإجابة على هذا الموضوع أمرا أكثر إلحاحا، وهو ما دفع وزير الخارجية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا إلى التأكيد على عدم وجود أي موعد رسمي متفق عليه بين البلدين لتفعيل هذا الإجراء. وخلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين بقصر "لا مونكلوا" بمدريد، مقر رئاسة الحكومة الإسبانية، تحدث مارلاسكا عن موضوع فتح الحدود بين إسبانيا والمغرب، وتحديدا الحدود البرية مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، إذ أكد عدم وجود موعد محدد أو تقريبي لذلك كما لم يتحدث عن أي اتفاق مع الحكومة المغربية حول هذا الأمر، موردا "الحدود ستُفتح عندما يسمح وضع الصحة العامة بذلك". وشدد الوزير الإسباني على أن قرار إغلاق الحدود البرية مع المغرب الذي اتخذته مدريد رسميا في 23 مارس تزامنا مع إغلاق منطقة شينغن، والذي سبقه قرار مماثل من طرف الرباط بتاريخ 13 مارس بسبب تفشي جائحة كورونا، "سببه الحاجة إلى تبني إجراءات الحماية الصحية نتيجة وباء كورونا"، مضيفا أن إسبانيا تعمل حول هذا الملف بشكل "مشترك" مع المغرب، حسب ما نقلته وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية. وفي تلميح إلى إمكانية إعادة فتح حدودهما بشكل مستقل في حالة موافقة المغرب على ذلك، أورد مارلاسكا أن الحكومة الإسبانية تعي الموقع الاستراتيجي لكل من سبتة ومليلية، مضيفا أن المدينتين اللتان تتمتعان بحكم ذاتي ستخضعان ل"معاملة فردية"، أي أنه سيتم التعامل معهما كإقليمين وسيتم تقييم الوضع الوبائي فيهما من أجل اتخاذ إجراءات تهم منافذهما الحدودية وكذا إعادة هيكلة قطاعاتهما الاجتماعية والاقتصادية. وكانت وسائل إعلام إسبانية قد تحدثت قبل أيام عن كون الرباط ترفض فتح المعبرين الحدوديين البريين مع سبتة ومليلية قبل شهر شتنبر المقبل، وهو القرار الذي أرجعته لكل من رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني ووزيري الصحة خالد آيت الطالب والداخلية عبد الوافي الفتيت، قائلة إن مدريد توصلت بهذا القرار، وهو الأمر الذي نفته رسميا وزير الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا.