تشهد مدينة سبتةالمحتلة توترا كبيرا في أوضاعها الداخلية خلال الأيام الاخيرة، بعد التسريبات التي طالت رسائل مجموعة واتساب خاصة بأعضاء الحزب اليميني المتطرف "Vox" بالمدينة، والتي تضمنت إساءات وتهديدات بالعمل المسلح ضد سكان المدينة من المسلمين. واحتضنت ساحة "لوس رييس" وسط مدينة سبتة أمس الخميس، وقفة احتجاجية شارك فيها حوالي 500 شخص، جلهم من مسلمي المدينة، رفعوا فيها شعارات منددة بالحزب اليميني المتطرف، وطالبوا برحيله، نظرا لأفكاره العنصرية والمتطرفة. وجدد المحتجون شعار المدينة الدائم المتمثل في التعايش السلمي بين جميع الطوائف والأعراق والأديان، وهو التعايش الذي طبع حياة سكان المدينة لعقود طويلة، وفق تصريحات عدد من المحتجين للصحافة المحلية بسبتة. لكن الأوضاع لم تقف عند التنديد بأفكار "فوكس" العنصرية، من طرف فئة مهمة من سكان المدينة، بل اتجهت فئة أخرى "مجهولة" نحو الرد على التطرف بتطرف مماثل، حيث انتشرت كتابات حائطية تهدد أعضاء حزب "فوكس" بالقتل وكتابات أخرى تتوعد بالانتقام مرفوقة بالشتائم. التوتر دفع بالهيئة الإسلامية في إسبانيا إلى إصدار بلاغ تدعو فيه إلى الهدوء في مدينة سبتة، لكنها حملت مسؤولية ما يحدث لحزب "فوكس" وأدانت المضامين المسيئة التي احتوتها رسائل أعضائه بسبتة المسربة. وكانت الرسائل المسربة الخاصة بمجموعة واتساب لأعضاء حزب "فوكس" بسبتة، تظهر مراسلات رئيس الفرع خوان سيرخيو ريدوندو موجهة لباقي الأعضاء، يقول فيها "أننا نناضل الآن في الميدان الانتخابي، لكن بالنظر لسوء الأوضاع لا عجب اذا اتجهنا نحو الكفاح المسلح". وكان الرئيس المعني يقصد بكلامه سكان مدينة سبتة المسلمين، حيث جاء في مراسلة أخرى له "تأكدوا أننا إذا لم نتقبلهم كمسلمين، فسيعاملوننا كمحتلين على غرار الإسرائيليين". وفور تسريب هذه المحادثات أو المراسلات، انطلقت عدة تنديدات من طرف ممثلي احزاب سياسية أخرى بالمدينة، وفعاليات المجتمع المدني وحقوقيين، لما تحمل هذه الرسائل من أفكار عنصرية مقيتة.