كشفت صحيفة "بلومبيرغ" العالمية في تقرير حول شركات السيارات التي تستخدم مادة الكوبالت، إن هذه الشركات العالمية أصبحت تواجه تحديا "أخلاقيا" يتمثل في ضرورة معرفة أن مادة "الكوبالت" التي يتم استيرادها أن تكون مُستخرجة من مناجم تتبع المعايير المهنية والإنسانية. وحسب ذات التقرير، فإن استخراج الكوبالت في دولة الكونغو الديموقراطية التي تُعتبر من أكثر البلدان المصدرة للكوبالت في العالم، تشوبه الكثير من الشكوك "الأخلاقية"، خاصة بعد اكتشاف أن عدد من المناجم ومستخرجي الكوبالت يستعينون بالأطفال. وأضاف التقرير، أن شركةBMW الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات، وأمام هذه المشاكل الأخلاقية، أعلنت أنها ستعتمد على المناجم المغربية المتخصصة في إستخراج الكوبالت والمناجم الأسترالية، لاستيراد مادة الكوبالت بطريقة مسؤولة، وتفاديا لل"كوبالت اللاأخلاقي". وفي هذا السياق، أضاف التقرير، بإن بي إم دابليو، ستعتمد على كوبالت المغرب وأستراليا في صناعة الجيل المقبل من سياراتها، عن طريق شراء الكوبالت بشكل مباشر من هذه المناجم، وبالتالي تتفادى التحديات الأخلاقية التي تفرضها المناجم الأخرى على سمعتها العالمية. وأشار التقرير أن شركات عالمية أخرى متخصصة في إنتاج السيارات، مثل شركة "فولفو" طورت تقنية جديدة لتعقب مادة الكوبالت التي تقوم باستيرادها لتفادي الموردين الذين يستعينون بالأطفال في استخراج الكوبالت في عدد من البلدان، وخاصة الكونغو. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الشركات العالمية تعتمد بشكل كبير على سمعتها في بيع منتجاتها، وبالتالي فإن أي فضيحة "أخلاقية" يكون لها تأثير كبير على مبيعاتها، وقد تؤدي بها إلى خسائر مادية كبيرة تؤثر على تنافسياتها وبقائها في السوق العالمي.