مجموعة من أكبر شركات تصنيع الإلكترونيات تواجه اتهامات بتشغيل أطفال في الكونغو لاستخراج الكوبالت. قالت الشركات من جانبها إنها لا تعلم شيئا عن الأمر فيما ترى حكومة الكونغو إن هناك رغبة في تشويه سمعتها من منافسين. قالت منظمة العفو الدولية إن أطفالا تصل أعمارهم إلى سبعة أعوام في الكونغو يعملون في استخراج خام الكوبالت الذي يستخدم في الهواتف الذكية ومنتجات أخرى لشركات الإلكترونيات الكبرى.
واتهمت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان شركات كبرى مثل "آبل" و"سامسونغ" و"سوني" بعدم السعي للتأكد من أن هذا العنصر المعدني الذي يستخدم في منتجاتها لا يتم تعدينه من جانب الأطفال. وتنتج الكونغو ما لا يقل عن نصف الكوبالت في العالم والذي يستخدم في بطاريات الليثيوم أيون. ونقل التقرير عن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 40 ألف طفل عملوا في مناجم الكونغو في عام 2014، وشارك الكثير من هؤلاء في عملية استخراج الكوبالت.
كما نقل التقرير عن بول، وهو يتيم 14/ عاما/ القول: "أقضي 24 ساعة في الأنفاق .. إن أمي (بالتبني) تخطط إلى إرسالي إلى المدرسة لكن أبي (بالتبني) يرفض ذلك. إنه يستغلني حيث يجعلني أعمل في المنجم".
وتقول منظمة العفو الدولية إن كلا من البالغين والأطفال الذين يعملون في المناجم يفتقرون غالبا إلى معظم المعدات الوقائية الأساسية. ووفقا للتقرير، فقد لقي 80 عاملا بالمناجم حتفهم تحت الأرض في جنوبالكونغو خلال الفترة من أيلول/سبتمبر 2014 حتى كانون أول/ديسمبر .2015 ويبيع التجار الكوبالت إلى شركة (كونغو دونغفانغ ماينينغ) التابعة لشركة "هوايو كوبالت" الصينية العملاقة، بحسب المنظمة. وتقوم الشركتان الصينيتان بتصنيع الكوبالت وبيعه إلى مصانع إنتاج البطاريات في الصين وكوريا الجنوبية. ويتم بيع الكوبالت إلى شركات تكنولوجيا وسيارات من بينها "آبل" و"مايكروسوفت" و"سامسونغ" و"سوني" و"دايملر" و"فولكسفاغن". وفي رد فعل على هذه المعلومات وذكرت شركة "آبل" أنها "تقيم" ما إذا كان الكوبالت الذي تستخدمه قادم من الكونغو، فيما أكدت أن "تشغيل من هم دون السن القانونية لا يتم السماح به مطلقا في سلسلة الإمداد الخاصة بنا"، وأوضحت أنها تحقق في هذا الأمر.
وأفادت شركتا مايكروسوفت وسامسونغ بأنهما غير قادرتين على التحديد بشكل مؤكد ما إذا كان الكوبالت الذي تستخدمانه يأتي من جنوبالكونغو، فيما ذكرت سوني وفولكسفاغن ودايملر أنه لا يوجد دليل واضح على حدوث هذا الأمر. وقال متحدث باسم منظمة العفو الدولية إن الكثير من تلك الردود "غير مقنعة". ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الكونغولية لامبيرت منيدي إن منتجي الكوبالت في الدول الأخرى يرغبون في تشويه سمعة الكونغو باتهامها باستخدام الأطفال في العمل بالمناجم، مضيفا أن الحكومة أطلقت حملة ضد تلك الممارسة.