ارتفع سعر الكوبالت في الأسواق الدولية من نحو 23 دولارا للكيلو قبل عامين إلى 82 دولار للكيلو حاليا، وذلك بسبب الارتفاع القوي للطلب على هذا المعدن الخاص الذي يستعمل على الخصوص في تصنيع بطاريات الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية. ويصدر المغرب نحو 2000 طن من الكوبالت نصف المصنع، الذي تنتجه شركة مناجم. وعرفت قيمة هذه الصادرات ارتفاعا بنحو 97 في المائة خلال عام 2017 بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، في الوقت الذي بقيت فيه الكميات المصدرة مستقرة. ويرتقب أن تعرف هذه الصادرات تطورا مشابها خلال السنة الحالية التي ارتفعت فيها أسعار الكوبالت في الأسواق العالمية بنحو 80 في المائة منذ بداية العام. وأصبح الكوبالت يعتبر من بين المواد الأولية الاستراتيجية في العالم، والتي تتزايد أهميتها يوما بعد يوم بسبب استعمالاتها، خاصة في صنع بطاريات الهواتف الذكية. ومع إعلان مجموعة من الدول الصناعية الكبرى عزمها على التخلي عن سيارات البنزين والديازل لصالح السيارات الكهربائية في أفق 2040، يرتقب أن تتواصل طفرة هذا المعدن الخاص، خصوصا أنه لا يمكن تصنيعه كما أنه لا يوجد بديل آخر له. ويقدر الاحتياطي العالمي للكوبالت بنحو 7 مليون طن، يوجد 50 في المائة منه في الكونغو الديمقراطية، تليها أستراليا بنحو مليون طن، ثم كوبا بنحو 500 ألف طن. ورغم أن 18 دولة في العالم تنشط في مجال إنتاج الكوبالت، ضمنها المغرب، إلا أن الكونغووالصين تسيطران على حصص الأسد. فإنتاج الكونغو من خام الكوبالت يناهز سنويا 84 ألف طن، أي حوالي 60 في المائة من الإنتاج العالمي. أما الكوبالت المعالج فتحتكر الصين 50 في المائة من السوق بإنتاج يناهز 49 ألف طن. وللإشارة فإن الصين تستوفي جل احتياجاتها من الكوبالت الخام من الكونغو. وفي هذا السياق، اتجهت مجموعة مناجم المغربية صوب الكونغو الديمقراطية في إطار توسعها الإفريقي، معززة بتجربتها العريقة في مجال استغلال مناجم الكوبالت التي تمتد على نحو 90 سنة، منذ انطلاق استغلال منجم بوازار قرب وارزازات سنة 1930، كما راكمت مناجم تجربة رائدة في مجال التصنيع والتطوير منذ إطلاق أول مصانعها لمعالجة الكوبالت سنة 1995. وبدأ اهتمام مناجم بتثمين الكوبالت في الكونغو الديمقراطية سنة 2006، مع إبرام شراكة مع مجموعة كوستامين المعدنية الكونغولية، التي تمخضت عن إنشاء شركة لاميكال لاستغلال تراخيص بومبي وكالونغي للنحاس والكوبالت. وفي 2008 أبرمت مناجم شراكة ثانية في الكونغو مع مجموعة كابريفيل، ونتج عنها إنشاء شركة لوامبا المعدنية، التي تنشط في نفس المجال، النحاس والكوبالت. ثم أنشئت مناجم شركة ثالثة في نفس المجال بشراكة مع إس كا ميننج سنة 2011 تحت إسم طاغانييكا.