أسدلت محكمة الاستئناف بطنجة الستار على قضية تعرض شاب راغب في الهجرة السرية، للاختطاف والاحتجاز والتعذيب من طرف شخصين أوهماه أن باستطاعتهما تهجيره نحو إسبانيا، قبل أن يقوما بتكبيله داخل غابة وتعذيبه من أجل الحصول من والدته على مبلغ مالي إضافي. وكشفت المحاكمة التي احتضنتها إحدى قاعات غرفة الجنايات باستئنافية طنجة، والتي انتهت وقائعها مساء أمس الثلاثاء بتوزيع 50 سنة على المتهمَين، (كشفت) عن تفاصيل مثيرة ومؤلمة حول الفترة التي كان فيها الضحية بين يدي مختطفيه، الذين تلذذوا بتعذيبه واحتقاره. وكان المدانان "ح.ج" و"ج.ب" قد أقنعا الضحية بكونهما قادرين على تحقيق حلمه بتهجريه نحو إسبانيا مقابل 30 ألف درهم، وبكونهما محترفين في مجال التهجير السري، الأمر الذي دفعه إلى نقل هذا الأمر إلى والدته من أجل توفير المبلغ المطلوب للمهجرين المفترضين. ووافقت أم الضحية على المطالب المالية للمُدانين، لكنها سلمتهما 10 آلاف درهم فقط كدفع أولى على أن تسلمهما باقي المبلغ بمجرد تأكدها من وصول ابنها إلى الضفة الأخرى، وهو ما دفع الاثنين إلى تحويل خطتهما من مجرد عملية احتيال إلى عملية اختطاف وتعذيب. ورافق المعنيان الضحية صباح يوم تهجيره المفترض إلى غابة قريبة من مدينة أصيلة، على أساس أنه المكان الذي ستنطلق منه العملية، لكنهما هناك ضرباه وكبلاه وأغلقا فمه، قبل أن يخيراه بين الاتصال بأمه وإخبارها أنه وصل بسلام إلى الضفة الأخرى كي تسلمهما باقي المبلغ وبين تصفيته وإقبار جثته. وأمام رفض الضحية الاستسلام للمختطفين، شرعا في ممارسة أشكال مختلفة من التعذيب عليه، بدءا بإجباره على تناول العشب ووضع أوراق الشجر في فمه لمنعه من الصراخ، ووصولا إلى "الاستمتاع" بوخز جسده بواسطة أسلحة بيضاء. لكن رغم ذلك استطاع الضحية، الذي كان جسده ينزف، الهروب من المختطفين ليشرع في الصراخ وسط الغابة، ما أثار انتباه بعض الأشخاص فقاموا باستدعاء عناصر الأمن، الذين تمكنوا من الوصول إلى الخاطفين فيما تم نقل الضحية إلى المستشفى. وطالبت النيابة العامة خلال المحاكمة بتوقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين، بعد متابعتهما بتهم الاختطاف والاحتجاز والتعذيب إلى جانب النصب والاحتيال، لكن القاضي قرر معاقبة المتهم الأول ب30 سنة سجنا نافذا والثاني ب20 سنة سجنا نافذا.