1. الرئيسية 2. المغرب بولعجول ل "الصحيفة": المغرب في صدارة الجهود الدولية لتعزيز السلامة الطرقية، ومؤتمر مراكش سيحدد ملامح السياسة العالمية للخمس سنوات المقبلة مراكش - خولة اجعيفري الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 23:58 قال بناصر بولعجول، مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، إن موضوع السلامة الطرقية يمثل اليوم تحديًا عالميًا من الدرجة الأولى، حيث تخلف حوادث السير سنويًا حوالي 1.2 مليون وفاة عبر العالم، فضلًا عن الملايين من المصابين، وهو ما يجعلها قضية إنسانية وتنموية تستوجب تنسيقًا دوليًا مكثفًا لإيجاد حلول ناجعة للحد من هذا النزيف المتواصل. بولعجول، وفي تصريح ل "الصحيفة"، أكد أن المؤتمر الدولي الوزاري العالمي للسلامة الطرقية، الذي تستضيفه مراكش في الفترة الممتدة بين 18 و20 فبراير، يُعد محطة حاسمة في مسار بلورة رؤية عالمية مشتركة لمكافحة حوادث السير، إذ تضع هذه المؤتمرات الإطار المرجعي للسياسات الدولية في هذا المجال للخمس سنوات المقبلة. واعتبر المسؤول المغربي، أن تنظيم هذه الدورة في المغرب يحمل دلالات قوية، حيث إن المملكة أصبحت أول دولة عربية وأفريقية تنال شرف استضافة هذا الحدث الدولي البارز، بعد دوراته السابقة التي احتضنتها موسكو، والبرازيل، والسويد، ويعكس هذا الاختيار الثقة الكبيرة التي تحظى بها البلاد داخل المجتمع الدولي، سواء من حيث التزامها بقضايا السلامة الطرقية، أو من حيث قدرتها على احتضان مؤتمرات عالمية بمواصفات رفيعة المستوى. وأوضح بولعجول أن حجم المشاركة في هذه الدورة يعكس أهمية السلامة الطرقية كقضية دولية ملحة، حيث يحضر المؤتمر أكثر من 3000 مشارك من مختلف القارات، من بينهم أكثر من 100 وزير يشرفون على قطاعات حيوية مثل النقل، والتجهيز، والصحة، والداخلية، إضافة إلى أكثر من 1500 خبير وباحث مختص في هذا المجال، كما يضم المؤتمر ممثلين عن الهيئات الدولية والمنظمات الأممية المعنية بالسلامة الطرقية، مما يجعله فضاءً مفتوحًا لتبادل التجارب والخبرات بين الدول، والاستفادة من النماذج الناجحة التي نجحت في تقليص حوادث السير وتحقيق معدلات أمان طرقية أعلى. وأشار بولعجول إلى أن هذا الحدث لا يقتصر فقط على تبادل المعارف والخبرات، بل يشكل أيضًا إطارًا عمليًا لصياغة توصيات ومخرجات حقيقية، حيث تمت برمجة ست ورشات علمية متخصصة، ستشهد مشاركة الوزراء المعنيين والفاعلين الدوليين في مجال السلامة الطرقية. كما ستنعقد جلسة وزارية رفيعة المستوى ستخصص لمناقشة وإقرار "إعلان مراكش"، وهي الوثيقة المرجعية التي ستحدد التوجهات والسياسات الدولية في هذا المجال خلال السنوات الخمس المقبلة. وشدد على أن هذه الدورة تتميز بتركيز خاص على الدول النامية، وخاصة البلدان الأفريقية، التي تسجل أعلى معدلات الوفيات الناتجة عن حوادث السير في العالم، ولهذا، فإن "إعلان مراكش" سيتضمن توصيات خاصة تتعلق بالتنسيق الإقليمي والدولي، وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، وضمان توفير التمويلات اللازمة لدعم الاستراتيجيات الوطنية للسلامة الطرقية، مما يفتح المجال أمام الدول الأقل نموًا للاستفادة من الدعم التقني والمادي لتنفيذ مشاريعها في هذا المجال الحيوي. وأكد بولعجول أن المغرب، من خلال احتضانه لهذا المؤتمر، لا يمثل فقط منصة للنقاش وتبادل التجارب، بل هو أيضًا صوت أفريقيا والدول النامية، الحامل لطموحاتها وتحدياتها في مجال السلامة الطرقية، فقد أصبح من الضروري أن تتبنى الدول النامية سياسات فعالة تتلاءم مع خصوصياتها الاقتصادية والاجتماعية، وتستفيد من التجارب الناجحة في بلدان أخرى تمكنت من تقليص حوادث السير بشكل كبير. وأضاف أن المؤتمر يمثل فرصة ذهبية لإقامة شراكات جديدة وتعزيز التعاون الدولي في مجال السلامة الطرقية، سواء من خلال تبادل الخبرات، أو عبر توفير التمويلات اللازمة لمشاريع البنية التحتية، أو من خلال تطوير سياسات تأهيل وتوعية مستعملي الطريق، باعتبار أن العنصر البشري يظل أحد العوامل الأساسية المؤثرة في السلامة الطرقية. وختم بولعجول تصريحه، ل "الصحيفة"، بالتأكيد على أن تنظيم هذا الحدث في المغرب ليس مجرد استضافة تقليدية لمؤتمر دولي، بل هو التزام فعلي من المملكة بالمساهمة في الجهود العالمية للحد من حوادث السير، وإيمانها العميق بأن السلامة الطرقية ليست مجرد تحدٍّ مروري، بل هي قضية إنسانية تستوجب العمل المشترك والتضامن الدولي من أجل إنقاذ الأرواح وتوفير بيئة طرقية أكثر أمانًا للجميع.