1. الرئيسية 2. تقارير البوليساريو تلجأ إلى مؤازرة نفسها برسالة من تبون بعد توالي إخفاقاتها في أمريكا اللاتينية في قضية الصحراء الصحيفة من الرباط الأحد 24 نونبر 2024 - 15:27 في محاولة لتقوية موقفها المتراجع على الساحة الدولية، استعانت جبهة البوليساريو الانفصالية بدعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي وجه رسالة إلى إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، ليؤكد فيها الدعم الجزائري "الثابت وغير المشروط" لمواقف البوليساريو في نزاع الصحراء المغربية. الرسالة نشرتها جبهة البوليساريو أمس السبت، وقالت أنها كانت عبارة عن رسالة جوابية على زعيمها ابراهيم غالي، حيث كان الأخير قد بعث برسالة للرئيس الجزائري بمناسبة الذكرة ال70 لثورة فاتح نونبر، مشيرة إلى أن تبون شدد في رسالته على دعم بلاده لنضال البوليساريو من أجل ما سماه "الحرية والاستقلال"، معربا عن يقينه بأن "نضال الشعب الصحراوي سيُكلل بتقرير المصير". ويأتي نشر هذه الرسالة بعد أسابيع من مرور ذكرى ثورة نونبر في الجزائر، وتزامنا مع تلقي الجبهة الانفصالية العديد من الهزائم الدبلوماسية في قضية الصحراء في الفترة الأخيرة، والتي تتجلى في تقلص الاعترافات الدولية ب"جمهوريتها"، حيث تلقّت مؤخرا ضربات دبلوماسية في أمريكا اللاتينية، منها إعلان بنما والإكوادور عن سحب اعترافهما بالكيان الانفصالي. بنما، التي كانت أول دولة في أمريكا اللاتينية تعترف ب"الجمهورية الصحراوية" عام 1978، قررت مؤخرا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع البوليساريو، معتبرة أن القرار ينسجم مع القانون الدولي وجهود الأممالمتحدة. هذه الخطوة شكلت ضربة رمزية قاسية للبوليساريو، كونها فقدت أحد أهم داعميها التقليديين في المنطقة. وكانت هذه الخطوة قد جاءت بعد إعلان الإكوادور قبل أسابيع قليلة عن سحب اعترافها بالكيان الانفصالي، كما أقر مجلس الشيوخ الباراغواي في الأيام الماضية قرارا يدعو حكومته لدعم الوحدة الترابية للمغرب، وقبلهم جمعيا كانت جمهورية الدومينكان قد أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء في غشت الماضي، مما يعكس التحول المتزايد في مواقف أمريكا اللاتينية تجاه النزاع، لصالح المغرب. ولم يصدر عن جبهة البوليساريو الانفصالية أي رد فعل تُجاه قرار بنما والإكوادور والباراغواي، حيث لجأت إلى الصمت، وهو ما يشير إلى محاولتها إخفاء الاخفاق الكبير الذي أصبحت تتكبده على المستوى الدولي، وبالخصوص في أمريكا اللاتينية التي كانت المنطقة التي تحظى فيها بدعم كبير من طرف العديد من الأنظمة الاشتراكية في هذه القارة اللاتينية. ويرى مهتمون بقضية الصحراء أن التحولات في مواقف أمريكا اللاتينية تعكس نجاح المغرب في بناء شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة، ما جعل العديد من الدول تعيد تقييم سياساتها الخارجية تجاه النزاع في الصحراء. ووفق نفس المصادر، فإن الرسالة التي وجهها الرئيس تبون تبدو محاولة لرفع الروح المعنوية للجبهة، لكنها تأتي في سياق مليء بالتحديات للجبهة الانفصالية، التي باتت ترى تناقصا كبيرا في حلفائها، مما يجعل دعم الجزائر يبدو الآن أكثر رمزية من كونه مؤثرا على الساحة الدولية، حيث تواجه البوليساريو عزلة متزايدة. وحسب ذات المهتمين، فإن التحولات الأخيرة في أمريكا اللاتينية تشير أيضا إلى إعادة تشكيل للخريطة الدبلوماسية الدولية بشأن نزاع الصحراء، وفي ظل انسحاب المزيد من الدول من دعم البوليساريو، تتزايد المؤشرات على توافق دولي متنام حول جدية وواقعية الطرح المغربي لحل مشكل الصحراء بصفة نهائية.