1. الرئيسية 2. تقارير كانت أول دولة لاتينية تعترف بها.. البوليساريو تتلقى ضربة سياسية قاسية بسحب بنما اعترافها ب"جمهوريتها الصحراوية" الصحيفة – محمد سعيد أرباط الجمعة 22 نونبر 2024 - 23:00 قررت دولة بنما التي تنتمي إلى أمريكا اللاتينية تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" التي انشأتها جبهة البوليساريو الانفصالية، في خطوة مفاجئة تعتبر ضربة سياسية قاسية لهذه الجبهة التي تواجه تراجعا كبيرا في الاعترافات الدولية بها في السنوات الأخيرة. وأعلنت وزارة الخارجية البنمية، في بيان أصدرته أمس الخميس، أن هذا القرار يأتي احتراما لمقتضيات القانون الدولي، مع تأكيد التزامها بدعم جهود الأممالمتحدة لحل النزاع في الصحراء بشكل سلمي ودائم. غير أن تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع البوليساريو يُعتبر خسارة فادحة للأخيرة. وتعتبر بنما أول دولة في أمريكا اللاتينية كانت قد أعلنت اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية" سنة 1978، ما يجعل هذا القرار ذا رمزية كبيرة، حيث يعكس تغيرا جذريا في موقفها بعد عقود من الاعتراف بالكيان الانفصالي، وبالتالي فقدت جبهة البوليساريو دعم إحدى أبرز الدول التي تبنت موقفها تاريخيا في المنطقة. وأكد البيان البنمي أن الحكومة ستواصل نهجها القائم على الحوار والتعاون متعدد الأطراف لتعزيز السلم والأمن الدوليين، مشددا على التزامها بسياسة خارجية تدعم الحلول العادلة والمقبولة من الأطراف المعنية، بما يتماشى مع قرارات الأممالمتحدة، وهو موقف حيادي يخدم مصالح المغرب أكثر، في ظل تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع قليلة من إعلان الإكوادور عن سحب اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية"، مما يعزز سلسلة النجاحات الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية، حيث استطاع المغرب تغيير مواقف دول لطالما كانت داعمة للبوليساريو. وتُعتبر هذه الخطوات جزءا من استراتيجية دبلوماسية مغربية ترتكز على تعزيز العلاقات الثنائية وإبراز مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء، وقد نجح المغرب في بناء شراكات استراتيجية مع العديد من دول أمريكا اللاتينية، مما ساهم في إضعاف موقف الجبهة الانفصالية على المستوى الدولي. وفي هذا السياق، تمكن المغرب مؤخرا من حصد دعم قوي من مجلس الشيوخ في الباراغواي، الذي اعتمد قرارا يدعو حكومته إلى تبني موقف واضح داعم للوحدة الترابية للمغرب، مما يشير إلى وجود إجماع متزايد في المنطقة حول مقترح الحكم الذاتي المغربي. كما شهدت الأشهر الماضية انضمام دول أخرى من منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية إلى قائمة الدول الداعمة للمغرب، مثل جمهورية الدومينيكان التي أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء وعزمها افتتاح قنصلية عامة في مدينة الداخلة. ويرى مراقبون أن تعليق بنما لعلاقاتها مع "الجمهورية الصحراوية" يعكس تحولا عميقا في التوازنات الدبلوماسية في المنطقة، ويؤكد نجاح المغرب في اختراق معاقل تقليدية كانت تدعم البوليساريو، مشيرة إلى أن هذا يتأتي بفضل التوجه المغربي نحو بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة، مما يعزز من مكانة المغرب كقوة إقليمية ذات رؤية استراتيجية واضحة. وبهذا القرار، تدخل بنما ضمن قائمة الدول التي بدأت تعيد تقييم مواقفها تجاه النزاع في الصحراء، مع الإقرار المتزايد بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الإطار الأنسب لتحقيق تسوية نهائية ومستدامة.