1. الرئيسية 2. تقارير بعد إشارة بوريطة إلى وجود رغبة جزائرية في التصعيد.. شنقريحة يعود من جديد إلى الحديث عن عزم بلاده التصدي ل"الأعمال العدائية" الصحيفة من الرباط الخميس 21 نونبر 2024 - 23:00 قال قائد الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، إن بلاده عازمة على التصدي لما وصفه ب"الأعمال العدائية" التي تستهدف كيان الدولة ورموزها، وذلك في أول تصريح له بعد تعيينه وزيرا منتدبا للدفاع، دون أن يكشف صراحة الطرف المقصود بكلامه، في حين أن التكهنات تتجه إلى المغرب الذي سبق أن وصفه شنقريحة ب"العدو الكلاسيكي" للجزائر. وأضاف شنقريحة إن الجزائر ستواجه بحزم "مؤامرات تصنع في مخابر التخريب بالخارج"، موجها اتهامات إلى بعض "الخونة والعملاء" الذين يسعون حسب تعبيره لتقويض وحدة البلاد، معتبرا أن هذه المؤامرات تظهر كلما تمسكت الجزائر بمواقفها تجاه "القضايا العادلة"، في إشارة ضمنية إلى دعمها لجبهة البوليساريو في نزاع الصحراء. وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من تحذيرات صادرة عن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الذي أشار إلى وجود "مؤشرات على رغبة الجزائر في التصعيد". بوريطة، الذي كان يتحدث خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته أمام البرلمان، ذكر أن هناك أطرافا في الجزائر تسعى إلى "جر المنطقة إلى الحرب"، مضيفا أن الجزائر تريد الانتقال إلى مرحلة "المواجهة المباشرة". واعتبر بوريطة أن سلوك الجزائر يعكس ردة فعل على المكاسب الدبلوماسية التي حققها المغرب مؤخرا في قضية الصحراء، خاصة بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الذي وصف الجزائر ب"الطرف الأساسي" في النزاع. وشدد وزير الخارجية المغربي على أهمية تبني الحذر، في ظل وجود أطراف إقليمية تسعى إلى التصعيد في وقت يعاني فيه العالم من أزمات متفاقمة ونزاعات مسلحة مكلفة. وشهدت العلاقات المغربية الجزائرية، قطيعة دبلوماسية شاملة منذ غشت 2021، عندما أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب متهمة إياه ب"الأعمال العدائية" ضدها، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقة بين البلدين تصعيدا متزايدا على مختلف الأصعدة، وكثيرا ما كان هناك تلويح بالحرب، خاصة من طرف الجزائر التي تغلب عليها العقيدة العسكرية. واعتبر مراقبون أن التصريحات التي أدلى بها شنقريحة تتماشى مع الاستراتيجية التصعيدية التي تتبناها الجزائر، خاصة بعد تعيينه في منصب وزير منتدب للدفاع، مما يعطيه سلطات أوسع لتوجيه السياسة الدفاعية للبلاد وفق الرؤية العسكرية، وإبقاء الشعب الجزائري مرتبطا بهذه التوجهات. كما يعتبر مراقبون أن المغرب، الذي نجح في تحقيق اختراقات دبلوماسية مهمة على الصعيد الدولي، بات يشكل مصدر قلق متزايد للجزائر، خاصة مع استمرار تناسل الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو ما يُهدد بإنهاء هذه النزاع، وبالتالي فقدان الجزائر لقضية تستغلها بشكل كبير لإبقاء البلاد تحت النظام العسكري الحاكم. وتجدر الإشارة في هذا السياق أن تقريرا أصدره "المجلس الأطلسي" في الأيام الأخيرة حول تطورات قضية الصحراء، أشار فيه إلى أن هذا الملف أصبح في شبه المنتهي، بعدما أعلنت القوتين الاستعماريتين السابقتين، فرنسا وإسبانيا، دعمها لسيادة المغرب على الصحراء.