نقل الجنرال السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع، اليوم الثلاثاء، مسلسل التصعيد مع المغرب إلى مستوى آخر، وذلك خلال وصفه لجيران بلاده الغربيين ب"الأعداء" خلال كلمة له أمام عسكرييه خلال زيارته للناحية العسكرية الثانية بوهران، داعيا الشعب الجزائري إلى الوقوف مع "قياداته ومؤسساته" في مواجهة والاستعداد ل"التصدي بصرامة للمخططات الدنيئة" التي تستهدف البلد، وفق تعبيره. وعاد الجنرال البالغ من العمر 76 عاما إلى ملف الصحراء الذي تدعم فيه الجزائر مسلحي جبهة "البوليساريو"، معتبرا، في خطابه الذي بثته القنوات الجزائرية، أن ما تقوم به يندرج في خانة "مساندة القضايا العادلة والشعوب المقهورة والدفاع عن حقها في تقرير مصيرها بنفسها"، ليخلص إلى أن هذا الأمر أصبح "يزعج نظام المخزن ويعيق تجسيد مخططاته المريبة في المنطقة". وغالب شنقريحة عسر القراءة الذي يعاني منه ليتحدث عن المغرب قائلا "تمادى هذا النظام التوسعي في المؤامرات والدسائس وإطلاق حملات من الدعاية الهدامة لتحجيم دور الجزائر في المنطقة واستنزاف قدراتها وتعطيل مسار تطويرها، ومحاولة ضرب وحدة شعبها من خلال إشعال نار الفتنة والفرقة والتشتت بين صفوفه"، جاعلا من جاره "العدو الأول" للجيش الجزائري. واستخدم شنقريحة عبارة "الأعداء" لوصف المغاربة، حين أورد في سياق حديثه عن المملكة أن "الأعداء وجدوا ضالتهم في بعض ضعاف النفوس وخونة الأمة وجندهم كعملاء لهم في الداخل، واستعملوهم كأدوات للوصول إلى مبتغاهم المتمثل في إضعاف الجزائر من الداخل والضغط عليها لجعلها تتخلى عن مبادئها الثابتة وقيمها النبيلة وتتنكر لقضايا الأمة". وأورد المتحدث نفسه بلهجة أقرب إلى التهديد، أن الجزائر "القوية بجيشها وشعبها عازمة اليوم أكثر من أي وقت مضى، تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني على الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية وقرارها السيادي". وتابع شنقريحة، بخطاب يستميل الشعب الجزائري الذي لا يزال يحتج مطالبا بإسقاط النظام، "إنها (الجزائر) في أتم الاستعداد للتصدي بحزم وصرامة لكل المخططات الدنيئة التي تُحاك في السر والعلن لاستهداف كيان الدولة الوطنية ورموزها، معتمدة في ذلك على وحدة شعبها الأبي الذي سيقف مع قيادته ومؤسسات دولته في كافة الظروف والأحوال أمام أي جهة تنوي الإضرار بالجزائر".