في أول اجتماع له مع قيادة الجيش في الجارة الشرقية، خرج الرئيس الجديد لأركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، مدليا بتصريحات يهاجم فيها من وصفهم ب”المتربصين” ببلاده و”أعداء الوطن”. وخلال ترؤسه اجتماعا لإطارات وزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الإثنين، قال شنقريحة : “إننا نؤكد أننا سنبقى مجندين في خدمة الوطن، ولن نتخلى عن التزاماتنا الدستورية، مهما كانت الظروف والأحوال، وسنظل بالمرصاد في مواجهة أعداء الوطن وكل من يحاول المساس بسيادتنا الوطنية”، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح شنقريحة قائلا: “لقد اجتزنا جنبا إلى جنب مع شعبنا في الفترة الأخيرة من تاريخنا المعاصر، مرحلة حساسة تعرضت بلادنا خلالها لمؤامرة خطيرة،ب هدف ضرب استقرار الجزائر وتقويض أركان الدولة وتحييد مؤسساتها الدستورية والدفع بها إلى مستنقع الفوضى والعنف”. ويقول المسؤول العسكري الجديد في الجارة الشرقية إن الجزائر “تفطنت لخطورة هذه المؤامرة وسيرت هذه المرحلة بحكمة وتبصر من خلال السهر على مرافقة المسيرات السلمية وحمايتها دون أن تراق قطرة دم واحدة، علاوة على مرافقة مؤسسات الدولة وتمكينها من أداء مهامها في أحسن الظروف، والإصرار على البقاء في ظل الشرعية الدستورية والتصدي لكل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية”. يشار إلى أنه بعد الوفاة المفاجئة للفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، سارعت الرئاسة الجزائرية إلى تعيين سعيد شنقريحة رئيسا لأركان الجيش بالإنابة، وهو القيادي في الجيش، الذي لعب دورا كبيرا في الجارة الشرقية، منذ عام 2016، إلى الآن، وسط توجس من خطواته المقبلة نحو المغرب. شنقريحة، الذي لم يكن وجها إعلاميا معروفا من بين قيادات الصف الأول في الجيش الجزائري، يعد أحد قادة الجيش منذ أكثر من أربعين سنة، وقضى جزءا كبيرا من مسيرته المهنية في الناحية العسكرية الثالثة في تندوف، وحارس الحدود مع المغرب. وعلى الرغم من الترقب الكبير، يبدو أن التغيير الجديد في قيادة الجيش الجزائري لم تحمل جديدا للمغرب، وقد يضع نهاية لمحاولات التقارب، حيث يرى محللون مغاربة أن الخلفية العسكرية، وتاريخ علاقات الجنرال شنقريحة مع المغرب، تحمل الكثير من المؤشرات السلبية، بسبب وقوفه وراء العديد من الأزمات بين البلدين.