بعد الوفاة المفاجئة للفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، سارعت الرئاسة الجزائرية إلى تعيين سعيد شنقريحة رئيسا لأركان الجيش بالإنابة، وهو القيادي في الجيش، الذي لعب دورا كبيرا في الجارة الشرقية، منذ عام 2016، إلى الآن، وسط توجس من خطواته المقبلة نحو المغرب. شنقريحة، الذي لم يكن وجها إعلاميا معروفا من بين قيادات الصف الأول في الجيش الجزائري، يعد أحد قادة الجيش منذ أكثر من أربعين سنة، وقضى جزءا كبيرا من مسيرته المهنية في الناحية العسكرية الثالثة في تندوف، وحارس الحدود مع المغرب. وعلى الرغم من الترقب الكبير، يبدو أن التغيير الجديد في قيادة الجيش الجزائري لن يحمل جديدا للمغرب، وقد يضع نهاية لمحاولات التقارب، وفي ذات السياق، قال نوفل بوعمري، المحلل السياسي، والخبير في قضية الصحراء المغربية في حديثه ل”اليوم 24″، إن الخلفية العسكرية، وتاريخ علاقات الجنرال شنقريحة مع المغرب، تحمل الكثير من المؤشرات السلبية، بسبب وقوفه وراء العديد من الأزمات بين البلدين. وفي السياق ذاته، قال البوعمري إن الجنرال شنقريحة كان وراء قيادة حملة ضد المغرب قبل سنتين، منها وقوفه وراء أزمة معبر الكركارات بين المغرب، والجزائر، كما أنه كان وراء فكرة نقل المخيمات إلى المنطقة العازلة، ويذكر له التاريخ تصريحات واضحة، يكن فيها العداء للمغرب. وأضاف البوعمري أن القائد الجديد للجيش الجزائري، ينتمي إلى مرحلة الرئيس الهواري بومدين، التي ظهر فيها النزاع المفتعل، ومهدت لمختلف التوترات في المنطقة. وأصر المغرب خلال عدة محطات في الأشهر الأخيرة على التأسيس لسياسة مد اليد للجارة الشرقية، بينما يسود توقع بأن تمثل مرحلة القائد الجديد للجيش الجزائري مرحلة “إغلاق القوس”، نتيجة مواقفه المتشددة، خصوصا أن بناء مشروعيته، حسب البوعمري، ستجعله يستهدف المغرب، لأن الجنرالات يبنون شرعيتهم على الصدام مع المغرب. وقال البوعمري إنه على الرغم من المؤشرات السلبية، فإن قوس اليد الممدودة إلى المغرب نحو الجارة الجزائر، أصبح رهينا بخطوات القائد العسكري الجديد سعيد شنقريحة.